للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أمرته أمه بحاجة في حين ذهابه لصلاة الجماعة]

[السُّؤَالُ]

ـ[ماذا أفعل عندما تطلب مني والدتي طلباً ما أثناء ذهابي إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الصلاة في المسجد أمر شرعي وطاعة الأم أمر شرعي، فقد قال الله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:٣٦] ، فعلى العاقل أن يحرص على الجمع بينهما، فإذا أمرته أمه بأمر ولم يكن مستعجلاً فعليه أن يقدم الصلاة في المسجد ويعدها بتنفيذ أمرها بأسرع وقت ممكن، ويحاول بعد الصلاة أن ينفذه بسرعة وذلك لأن طاعة الله مقدمة على طاعة العبد، وإذا أمكنه قضاء حاجتها قبل حضور وقت الصلاة فله أن يقدم أمرها.

وعليه أن يفهم أمه الموضوع ليحافظ على خاطرها، فإن كانت تصر على تقديم أمرها وترك الذهاب للمسجد فليس له طاعتها في ذلك إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره وصححه غير واحد، وقد بوب البخاري على وجوب صلاة الجماعة ثم قال: وقال الحسن إن منعته أمه عن العشاء في الجماعة شفقة لم يطعها.

هذا إذا كانت ظروف الأم طبيعية، وأما إذا كانت مريضة تحتاج لخدمته وتمريضه فقد صرح الفقهاء بأن التمريض من أعذار ترك الجماعة، وراجع الفتوى رقم: ٤٥٨٧٧، والفتوى رقم: ٣٣٥٦٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>