للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[دفاع الابن عن أمه بالمعروف أمام أبيه مشروع]

[السُّؤَالُ]

ـ[أبي رجل كبير السن ٧٥ عاما ولكنه دأب على إهانة والدتي واتهامها بما لا يوجد بها من الصفات حتى وصل الأمر إلى اتهامها إذا لم نوافقه الرأي بقوله لنا أنتم أبناء حرام مع العلم أن والدي حج إلى بيت الله أكثر من ٢٢ مرة وهو ملازم المسجد منذ بواكير عمره هل يجوز لي أن أتصدى له با لكلام والدفاع عن والدتي التي يعلم الله أنها مظلومة من قبل والدي بما لا يحتمله أي إنسان وهي الآن تجاوزت ٦٠ ولم تعد تقدر على تحمل الإهانه مع أن الله يعلم أنها لم ترد عليه إلا بقولها الله يعلم أني مظلومة وحسبي الله ونعم الوكيل

فهل هذا قذف؟ وماذا أفعل معه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

وبخصوص موضوع والدك ومعاملته السيئة لوالدتك فلا شك أن هذه معاملة محرمة وأن الواجب عليه الكف عنها والتوبة إلى الله عز وجل،

قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (الأحزاب:٥٨)

وقال صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه. رواه مسلم وهذا في عموم المسلمين وهو في حق الزوجة أكبر وأعظم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً. رواه مسلم

وقول هذا الرجل لأبنها (أنتم أبناء حرام) يعتبر قذفاً لزوجته بازنى، والقذف من كبائر الذنوب وفي الحديث: اجتنبوا السبع الموبقات وعد منهن قذف المحصنات المؤمنات الغافلات. رواه مسلم، فالواجب على هذا الرجل أن يتقى الله عز وجل ويحسن إلى زوجته وأحرى به وقد بلغ خمسة وسبعين عاماً أن يتوب توبة نصوحاً من أذيته زوجته أو اتهامها بالباطل ويعلم يقيناً أنه موقوف بين يدي الله عز وجل عما قريب فيسأله وفي الحديث: من قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال مما قال. وراه أحمد

وأما أنت أيها الأخ السائل فليس لك في مثل هذه الحالة إلا نصح والدك هذا وتذكيره بالله عز وجل عسى الله أن يهديه ويختم له بالحسن، ولا شك أن لك أن تدافع عن والدتك وتذب عن عرضها أمامه وليكن ذلك بالمعروف أي دافع عنها بدون التعرض له هو بسب أو نحوه.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ربيع الأول ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>