للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا تتحمل ما يقوم به إخوتها عند الإصلاح]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أم لأربعة من الأطفال، زوجي شخص صالح طيب للغاية متفهم لأمور الدنيا والدين، وطبعاً لي ستة من الإخوة الذكور كانت علاقتي بهم جداً طيبة، فقد كانوا ينامون في بيت زوجي ويأكلون ويشربون معنا كأنهم من أفراد أسرتنا ومرت الأيام جاء أحد إخوتي الستة إلى اليمن بعد أن كان مغترباً، العجيب إننا كنا يداً واحدة، وبعد أن جاء أخونا من سفره انقلبنا رأساً على عقب، تفرقنا وتشتتنا أمي وأبي لم يكونا راضيين عن تصرفات إخوتي البتة كونهم لا يملكون مبرر لإساءتهم لي بالذات وبالأخص كانوا يسبون زوجي ويلومونه ويتهمونه اتهامات زائفة مع أني لم أختره فهو صديق لهم، وهم من أقنعوني بأن أتزوج منه، وما حدث أن إخوتي إلى الآن أي حوالي ١٢ عاماً، ثلاثه منهم لا يزوروني ولا أزورهم ولا يسألون عني طيلة هذه المدة مع العلم أني حاولت وبذلت قصارى جهدي أحاول الصلح إلا أنني بعد وفاة والدي ووالدتي قل شغفي وحبي للصلح وذلك من جراء ما قاموا به معي من سوء معاملة سواء لي ولزوجي، ربنا هو الأعلم بما قمت به، فأنا حاولت وحاولت وباءت محاولاتي بالفشل فهل علي أن أقوم بمحاولات أخرى، مع العلم بأني مريضة ولا أستطيع أن أتحمل ردود أفعالهم واقوالهم فهم لا يخافون الله في معاملتهم لي، أرجو الرد من سماحتكم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت مريضة ولا تستطيعين أن تتحملي ما يمكن أن يقوم به إخوتك عند ما تحاولين إصلاحهم، فليس يلزمك أن تفعلي ما تعلمين أنه سيجر لك الضرر، ولكن يمكنك أن تراسليهم كتابة وعبر الهاتف، وأن تقدمي لهم بعض الهدايا البسيطة حسب استطاعتك، وإذا أمنت حصول الأذى منهم فزوريهم، واعلمي أن قطع الرحم أمر شنيع في الإسلام ولا يليق بالمسلم، لما فيه من الوعيد الشديد، وليس معنى صلة الرحم أن تصلي من وصلك، فتلك مكافأة، وليست صلة، روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.

واحتسبي الأجر من الله في هذا العمل، واعلمي أنه سبب لفوزك عليهم، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل وقال: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فإنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>