للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رضا الله مقدم على رضا الوالد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أقوم ببرمجة جهاز الاستقبال، كنت قد تركت هذا العمل، لكنني عدت إليه مرة ثانية، وذلك بإجبار من والدي، فلقد كلمته في المسألة بأنه عمل حرام، لكنه غضب غضبا شديدا، وقال لي اعمل ولا تستمع إلى أقوال العلماء، فإنهم لا يريدون لك سوى البطالة والفقر، لكني أنكر في نفسي كل ما يقول، والله إني كاره لهذا العمل. وكلما عرضت عليه أني وجدت عملا مثلا في مخبزة يرفض ذلك بشدة. لكن نيتي ليست الاستمرار في هذا العمل، والمال الذي أكسبه أقوم بإنفاقه على الفقراء والباقي أشتري به لباسا لي ولاخوتي. وادع الله لي أن يوفقني إلى الكسب الحلال.

ماذا يجب أن أفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت برمجتك لأجهزة الاستقبال هي على القنوات المحرمة فإن ذلك حرام، أما إذا كانت هذه البرمجة على القنوات الإسلامية أو المباحة فلا بأس بذلك، وراجع الفتوى رقم: ٢٥٢٢٦.

والذي يظهر من سؤالك هو أن البرمجة في مجال الحرام، فإذا كان الأمر كذلك فإنه لا يجوز لك الاستمرار في هذا العمل ويجب عليك تركه ولا يجوز لك أن تطيع والدك في الاستمرار بهذا العمل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن عليك أن تقنعه بالرفق واللين وبالتي هي أحسن فإن اقتنع فذاك وإلا فرضا الله مقدم على رضا الوالد، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب ُ [الطلاق: ٢-٣] .

نسأل الله أن يصلح والدك وأن يخلف عليك بخير.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>