للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يمكن رد ظلم الوالدين بأسلوب لا يؤدي للعقوق]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا الأخ الأكبر لإخوتي توفي والدنا ونحن صغار السن وجلست أمي بارك الله فيها على تربيتنا معتمدة على معاش والدي الوظيفي رحمه الله

ولقد من علىَ ربي بالحج ثم أفاض علي بأن رزقني ما استطعت به الحج عن والدي عليه رحمة الله والذهاب بأمي لقضاء فريضة الحج عن نفسها وهذا الفضل كله من الله وقبل زواجي.

وبعد ذلك ساعدت في زواج أختي إلى أن ذهبت لبيت زوجها بأفضل ما يكون من تجهيز منزلي وعلم إسلامي

وساعدت في زواج أخي إلى أن تزوج في بيت الأسرة الذي قمت بترميمه وبنيت لنفسي ومن مالي الخاص شقة فوق نفس البيت لأن والدتي رفضت أن أشتري لنفسي شقة وغضبت من ذلك رغم تحديد موعد استلام الشقة ولكن طلبت أن أبني فوق بيت أبي لإرضائها وبهذه الكلمة توقفت عن عملية شراء الشقة وبنيت وفقاً لرغبة أمي

ولكن كلما خطبت للأسف الشديد يتعمد أخي الذى يتمتع بحب شديد من الأم وسيطرة عليها أن يعبث وحرك أمنا لوضع عراقيل في الزواج لا معنى لها، وأفك الارتباط إلى أن جاءت الخطبة الثالثه ووجدت أخي يتعمد تحريض أمي على أشياء أول من يقول لها هذا ظلم هو أخوالي - أخوة أمي - وللأسف أمي بعد أن تنتهي إجازتي وأعود لغربتي حيث أعمل خارج مصر تعترف بظلمي وعدم توفير الظروف المناسبة لإتمام الزواج

ونزلت لمصر عاقداً العزم على عدم الرجوع لغربتي بدون زواج وبمساعدة بعض أصدقائي قبل الرجوع لمصر كنت قد وقفت على ترشيح فتاه حسب شروط رسول الله في المرأة وهي بالإضافة لذلك طبيبة وأرسلت أمي نفسها لأسرتها وكان رد أمي أنهم طيبون والبنت جيدة

وحضرت للزواج وتحت أي ظرف وطبعاً تعمد أخي بتمكنه من أمي وبسبب الغيرة الخايبة أن تحصل بعد المشاكسات مع العلم بأني قلت إن المنزل وهو كبير الحجم يأخذ نصفه أخي هذا والنصف الأخر لأخي الأخر الأصغر منه

والآن هل إذا فهّمت أمي ما يحدث من أخطاء قالتها وفعلتها في حقي بإملاء من آخرين يكون هذا من العقوق

(ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما)

حتى وصل الأمر أن يخبر أمي بما لم أفعله هو خبر تسبب لها في أن أغمي عليها ولو ماتت فيها غاضبة علي وبناء على ما هو كذب

هل أكون آثماً وماذا أفعل تجاه كل ما يحدث وللعلم عوملت زوجتي وبشهادة باقي الأهل أسوأ معاملة في غيابي إلى أن وفقني ربي لإحضارها إلي

أخوف ما أخاف في حياتي أن تموت أمي وهي علي غاضبة، علما بأن أهلها أول من يشهدون لي بحسن المعاملة مع أمي

أفيدونى يرحمكم الله]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المرء أن يحسن إلى والديه، وأن يبتعد عن كل ما يغضبهما، وإذا أراد أن يتحاور معهما فليكُن حواره لهما بالحسنى، فقد قال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (الإسراء: من الآية٢٣) ، وقال تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (النساء: من الآية٣٦) ، وقال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً (البقرة: من الآية٨٣) ، والوالدان أولى بالناس بذلك، فإذا أحس المرء من أحد والديه ظلماً أو تجاوزاً جاز له رد هذا الظلم، والحد من التجاوز بما لا يؤدي إلى عقوقهما، مع المحافظة على حقه، فإذا أدى حصوله على حقه إلى إساءة الأدب معهما أمسك عنه حتى يجد طريقاً آخر يتفادى به الصدام معهما، مع المحافظة على برهما، ولتراجع الفتاوى رقم: ١١٢٨٧، ورقم: ٢١٩١٦، ورقم: ٣٢٠٤٤، ورقم: ٣٥٤٦٣.

ولمعرفة حقيقة بر الوالدين راجع الفتويين التاليتين: رقم: ٣٨٢٤٧، ورقم: ٢٧٠١٧.

ويجب على الأم ألا تتعسف في استخدام حقها في بر ولدها لها بما يؤدي إلى الإضرار به في نفسه وأهله وولده، فإن بر الأبناء لآبائهم نعمة تستوجب شكر الله تعالى، وتقابل بالطاعة والإحسان، وإننا لنوصي الولد بزيادة الصبر على أمه وإخوانه، فقد قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (الشورى:٤٣) .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>