للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[صل رحمك ولا تطلق زوجتك]

[السُّؤَالُ]

ـ[حدث خلاف بين زوجتي وأمي فأقسمت زوجتي أنها لن تكلم أمي أبداً ولو حتى مكالمة عادية في العيد مثلا أو رمضان على أساس أنها ليست ملزمة بها أمام الله وإنما الابن هو المسؤول، ولكن هذه المقاطعة ستؤثر علي شخصيا معإأخوتي وأخواتي حيث إن أمي لن تدخل بيتي بعد ذلك وبالتالي فإن أخواتي قد لا يزوروني أيضا أي أنني متضرر على المدى البعيد.

أما وجهة نظر زوجتي فإنها ستشجعني على زيارة أمي وأخواتي والسؤال عنهم دائما وتلبية حاجاتهم وهذه المقاطعة حدثت بعد عدة خلافات من جهة أمي وكانت زوجتي تصبر عليها ولكن في المرة الأخيرة أهانت أمي زوجتي إهانة كبيرة فأقسمت على مقاطعتها.

وقد خيرتني بين خيارين وهما أما أن تقاطع أمي بينما أستمر أنا في زيارتها وطاعتها والسؤال عن أخواتي لأنها صلة رحمي أو الطلاق. فماذا تنصحوني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الواجب في مثل هذا النوع من المشاكل توخي الحكمة، وتحكيم العقل، والتأني، وعدم التعجل, ولا شك أنه إذا أمكن الإصلاح بينهما ولو باستعمال المعاريض فإنه أولى, روى مسلم في صحيحه عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمي خيراً , قال ابن شهاب: ولم أسمع يرخص في شي مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب والإصلاح بين الناس, وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها "

فإن اجتهدت في ذلك ولم تتمكن من الإصلاح بينهما, فلتستمر أنت في صلة أمك وإخوانك وأخواتك, ولا حرج إن شاء الله على زوجتك في عدم صلتها لأمك مادامت تتضرر بصلتها.

وننبهك إلى عدم اليأس من السعي في الإصلاح بينهما، وتحين المناسبات التي تعين على ذلك، والاستعانة بأهل العقل والرأي ممن لهم مكانة في قلب أمك مع الاجتهاد في الدعاء والاستعانة بالله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو الحجة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>