للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الزواج بمن تعلق قلبه بها حتى طلقت وأمه لا ترغب بها]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم

شاب عمره٢٨سنة على علاقة حب مع امرأة متزوجة منذ ثماني سنوات, علاقة غير شرعية, مع العلم أن زوجها كان يرفض أن يطلقها رغم نفرانها له وعدم التفاهم بينهما من الأول واعترافها له بحب غيره وفي الفترة الأخيرة وافق الزوج على الطلاق الذي وعد به منذ سنين ولكن المشكلة أني في الأول لم أكن أنوي الزواج لأنها تفوقني بثمان سنوات ونصف والآن بعد تعلقي بها كثيراً لم أقدر على تركها رغم أني حاولت منذ البداية أن أغلب إحساسي ولكن فشلت وقد كانت تنهار عصبيا كلما حاولت وتنقل إلى المستشفى, أرجو الرد سريعا مع العلم أننا تبنا إلى الله ولكن أمي غير موافقة بتاتا على هذا الزواج ولا أريد أن أغضبها؟

أفيدوني لأريح نفسي ومن حولي فأنا محتار جداً ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العلاقة الآثمة التي ارتبطت بها مع تلك المرأة ذنب عظيم يجب عليك التوبة منه إلى الله عز وجل..

كما أن إفسادك لتلك المرأة على زوجها بتلك العلاقة الآثمة من أكبر الذنوب، وأعظم المعاصي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها...... رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة، ومعنى خببها: أفسدها.

فعليك أن تتوب من ذلك إلى الله تعالى، وأن تتحلل من الرجل الذي أفسدت زوجته، فحقوق العباد أمرها عظيم.

وأما عن الزواج منها، فلا مانع منه شرعاً، وخاصة إذا كنتما تبتما إلى الله تعالى، واستقامت حالكما، ولكن هذه المرأة التي خانت زوجها هذه المدة الطويلة مع رجل أجنبي غير مأمونة أن يتكرر ذلك منها مع رجل آخر.

وأما عن فارق السن بين الزوجين فلا أثر له من الناحية الشرعية، وفيما يخص أمك فإن عليك طاعتها وبرها والإحسان إليها، فإذا كانت هذه المرأة تابت توبة نصوحاً، فليس من حقها رفض زواجك منها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، فلا يكون عاقاً....

ولكن الأولى فعل ما فيه رضى الأم وطاعتها؛ إلا إذا خشيت من الوقوع في الفاحشة مع هذه المرأة لو لم تتزوج بها فلا شك أن زواجك بها في هذه الحالة أولى ولو كان بغير رضى الأم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ شعبان ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>