للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل وصلت رسالة الله تعالى لكافة الناس]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الله أوصل رسالته لجميع الناس؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان مراد السائل بالناس الأقوام والأمم، فهذا قد حصل على أيدي الأنبياء والرسل، والهداة والنذر، كما قال تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا. {النساء: ١٦٥} . وقال سبحانه: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ. {فاطر: ٢٤} . وقال: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ. {الرعد: ٧} .

وأما إن كان مراده آحاد الناس وأفرادهم، فلم تصل رسالة الله تعالى لبعضهم، وهؤلاء لهم حال وحكم خاص، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في الفترة. فاما الأصم فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار. قال: فو الذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما. رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني والأرناؤوط.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>