للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طاعة الأهل أولى من نكاح امرأة لا يرغبونها]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله -

تعرفت على فتاة قد دخلت الإسلام سراً، رفض أهلي أن أتزوجها. إذا علم أهلها بأمرها فسيقتلونها. وهي الآن في عمر الزواج وقد تقدم إليها الكثير من العرسان. فهل أطيع أبي وأمي،أم أرتبط بها، وهل تتزوج من غير المسلم إذا اضطرت إلى ذلك؟. وجزاكم الله خيراً....]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزاك الله خيراً على اهتمامك بأمر هذه الفتاة التي أسلمت، لكننا ننبهك على أن تعرفك عليها إن كان مصحوباً بعلاقة عاطفية، أو ما يلازمها من خضوع في القول، وكلام لا ينبغي أن يكون بين رجل وامرأة أجنبيين، فهي علاقة محرمة نحذرك منها، وندعوك إلى التوبة العاجلة لمحو آثارها، لأنك لم تعقد عليها العقد الذي يبيح لك ذلك، وهو عقد النكاح، وتوبتك لا تتم إلا بالندم والترك والعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب أبداً.

ويمكنك أن تبلغ الجهات الأمنية بإسلام هذه الفتاة، وهم سيقومون بحمايتها، فهي الجهات المختصة بذلك، وليعلم أن الزواج بهذه الفتاة بعينها بغير رضى الوالدين أو أحدهما لا يجوز، لأن طاعة الوالدين واجبة، والزواج بامرأة معينة غير واجب، والواجب يقدم على غير الواجب، وراجع الفتوى رقم:

١٨٧٦٧.

وقد ذكرت في السؤال أنه تقدم لها كثير من العرسان، وهذا مما يسهل الأمر وييسره، لأنها يمكنها أن تختار منهم صاحب الخلق والدين، الذي يستطيع أن يقوم بإعفافها وحمايتها، علماً بأنه لايجوز للمسلمة أن تتزوج بغير مسلم، يهودياً كان أو نصرانياً أو غيرهما بحال من الأحوال، قال تعالى: وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا [البقرة:٢٢١] .

وراجع في هذا الفتوى رقم:

٤١١٤.

وإننا لنوصي كل من عرف أمر هذه الفتاة بخدمتها والتعاون معها، وتعليمها الدين الصحيح الذي دانت لله به، والله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ جمادي الأولى ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>