للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيف يبر الأبناء آباءهم بعد موتهم؟]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

كان والدي رحمه الله كثير اللعن لنا وللوالدة وفي آخر أيامه ذهب إلى أخي الكبير وزرناه عند أخي فطلب منا أن نأخذه معنا إلى منطقتنا فلم نفعل فدعا عليّ (أن يسود الله وجهي) وأنا نادم ماذا أعمل؟

أفتونا وكيف أبره بعد موته؟

وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أمر الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما، قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً) [العنكبوت: ٨] .

وقد جعل الإسلام العقوق من أكبر الكبائر. أخرج البخاري من حديث أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين ... ".

وبناء عليه، فإن الإنسان إذا حدث منه ما ينافي البر فلا يخلو حاله ذلك من أن يكون الوالدان ما زالا على قيد الحياة أو ماتا، فإن كانت الأولى فعلى الابن الرجوع إلى برهما وإرضائهما حتى يصفحا عنه، وإن كانا قد ماتا فعلى الولد التوبة إلى الله تعالى والدعاء لهما، وإنفاذ وصيتهما وصلة رحمهما والإحسان إلى أصدقائهما، لقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر الذي أخرجه مسلم: "إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه".

وقوله صلى الله عليه وسلم حين سئل هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: "نعم، الصلاة عليهما".

وعلى العموم، فإن على السائل أن يكثر من التوبة، ويقوم بما أشرنا إليه، ويداوم على فعل الطاعات عموماً، فإذا ما فعل ذلك فنرجو الله أن يقبل توبته ويصفح عنه، لأنه سبحانه وعد التائبين بقبول التوبة، ووعده حق لا مرية فيه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ ربيع الثاني ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>