للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من ترك شيئا إرضاء لوالديه في غير معصية عوضه الله خيرا]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ... أنا شاب في الواحدة والعشرين من العمر، وأدرس في الخارج، ولي رغبة شديدة في الزواج، وذلك لتحصين نفسي، ولكن أهلي معترضين وذلك لصغر سني ولأن أخي الذي هو أكبر مني لم يتزوج. فهل يجوز أن أعاندهم وأفرض رأيي عليهم إما بالتهديد بترك الدراسه أو الزواج من أجنبيه في الخارج. مع العلم أني أريد رضاهم وعدم الزعل مني. ملاحظه: انا أحب والدي كثيرا. ولم اعقهما في حياتي ولا افكر في ذالك.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه..... وبعد:

اعلم وفقك الله أن حرصك على بر أبويك من أفضل الأعمال، ومن أجل القربات إلى الله تعالى. فنسأله تعالى أن يثبتك على هذا العمل الصالح. وأما ما تريد القيام به من الزواج دون إذنهما، فنرى أنه لا ينبغي لك ذلك حرصاً على عدم غضبها وعلى أن تستمر على البر حياتك كلها. وإذا فعلت ذلك فاعلم أولا أن الله جل وعلا سيثيبك على هذا الأمر في صبرك على عدم الزواج ثواباً عظيماً، وقد يكون ذلك بالزوجة الصالحة المطيعة التي يكون منها صالح الذرية. ثم عليك بالصيام ليدفع عنك غوائل الشهوة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) . وعليك أيضا أن تكلم من يرجى له أن يؤثر على أبويك فيبين لهم وجه الصواب،بأن بقاءك غير متزوج في الخارج يخشى عليك منه الوصول بك إلى ما لا تحمد عقباه، وحاول أنت أن تحاورهم بهدوء حتى يكونوا على اطلاع كامل على الوضع الذي أنت عليه. فإذا لم تنجح جميع هذه الوسائل وخشيت على نفسك من الوقوع في الفاحشة فطاعة الله أولى من طاعتهما فلا يحق لك حينئذ أن تتأخر على الزواج فالأمر بطاعة الوالد مقيد بما إذا لم تؤد طاعته إلى معصية الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه ثم إن عليك أن تتوخى في من تريد الزواج بها الدين والخلق وعليك الابتعاد من الأجنبيات إذ لا يؤمن أن يجررنك إلى مستنقعات يصعب الخروج منها.

والله تعالى أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>