للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشفاعة لمن مات على التوحيد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد الأستفسار من سيادتكم إلقاء الضوء (كلما أمكن) أو إرشادى حول الشفاعة يوم القيامة وهل هناك تعارض فى ذلك مع القول بأنه يوجد فريقان إحدى هذه الفرق فى النار خالدين فيها أبداً ليسوا بخارجين منها -مع وجود من نطق أو كان فى قلبة مثقال ذرة من إيمان فيهم- وإذا كان الوضع كذلك فأرجو من سيادتكم توضيح مدى صحة هذه الأحاديث، صحيح البخاري: ٢١ حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك بن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال: يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة شك مالك فينبتون كما تنبت الجنة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية قال وهيب حدثنا عمرو الحياة وقال خردل من خير.

٦٠٧٥: حدثنا موسى حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمما فيقلون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل أو قال حمية السيل وقال النبي صلى الله عليه وسلم ألم تروا أنها تنبت صفراء ملتوية.

صحيح مسلم

٢٧٠ وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن عمرو بنيحيى بن عمارة قال حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال يدخل الله أهل الجنة الجنة يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون منها حمماً قد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب ح وحدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد كلاهما عن عمرو بن يحيى بهذا الإسناد وقالا فيلقون في نهر يقال له الحياة ولم يشكا وفي حديث خالد كما تنبت الغثاءة في جانب السيل وفي حديث وهيب كما تنبت الحبة في حمئة أو حميلة السيل.

٢٨٦ حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي ح وحدثنا سعيد بن منصور واللفظ له حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى فاستأذن لنا ثابت فدخلنا عليه وأجلس ثابتاً معه على سريره فقال له: يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة، قال: حدثنا محمد صلى الله اللهم عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض فيأتون آدم فيقولون له أشفع لذريتك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام فإنه خليل الله فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى عليه السلام فإنه كليم الله فيؤتى موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى عليه السلام فإنه..]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأحاديث المسؤول عنها صحيحة، والشفاعة لمن مات على التوحيد ثابتة إذا حصلت شروطها الثلاثة وهي (رضاء الله عن الشافع، ورضاه عن المشفوع له، وإذن الله للشافع أن يشفع) قال الله تعالى: وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى {النجم:٢٦} ، وقال: يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا {طه:١٠٩} .

وأما الكفار فهم مخلدون في النار، إلا أنه قد يخفف العذاب عن بعضهم كما في شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. ويدل لدخول جميع الموحدين ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي. رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.. وبهذا يعلم أن الكفار مخلدون في النار كما يدل له قوله تعالى: وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ {الحجر:٤٨} ، وأما من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فإنه يخرج من النار إن دخلها كما يدل له عموم الأحاديث المذكورة في السؤال.. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على المزيد في الموضوع وعلى بقية حديث أنس المذكور في السؤال: ١٠٢٦٨، ٢٢٨٧٢، ٣٤٤٦٣، ٥٧٧٢٦، ٦٤٦٢١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>