للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أهل الجنة يستمتعون بزوجاتهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[نعلم أن هناك زواجا في الجنة فهل يصبحه الجماع. وإذا كان لا ينتج عنه ذرية فكيف ذلك. وهل يحذف تحريم الزنا عندئذ كما يحذف تحريم الخمر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أهل الجنة يتمتعون فيها بكل أنواع النعيم المقيم الأبدي بما في ذلك الجماع، كما قال سبحانه وتعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف: ٧١} . وقد فسر بعض أهل العلم قول الله تعالى إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {يس: ٥٥} بأنهم في جماع؛ ولكن هذا الجماع لا ينتج عنه حمل ولا ولد، فلا حاجة لأهل الجنة بالأولاد، فلهم في الجنة الولدان المخلدون الذي يقومون بخدمتهم. وقال بعض أهل العلم: إذا اشتهى الشخص الولد ولد له، مع أن نساء الجنة مطهرات من الحيض والنفاس والأقذار؛ كما قال سبحانه وتعالى: وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة: ٢٥}

وأما السؤال عن الزنا في الجنة فلا معنى له، لأن الله تعالى أعد لهم فيها كل ما تشتهيه أنفسهم وتلذه أعينهم، وعندهم قاصرات الطرف والحور المقصورات.. فلا يشتهون شيئا إلا وجدوه بين أيديهم.

وأما خمر الجنة فإنه يختلف عن خمر الدنيا الذي يذهب بالعقول ويسبب الأضرار الجسدية والنفسية. فقد وصف الله عز وجل خمر الجنة بقوله: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (الصافات: ٤٥-٤٧)

وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: ٥١٤٦٨، ٥١٤٣٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ صفر ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>