للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحكمة في إسكان آدم الجنة قبل هبوطه إلى الأرض]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما الحكمة في إسكان آدم الجنة مع العلم بأن الله خلق آدم ليسكن الأرض هو وذريته؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله تعالى العزيز الحكيم لا يفعل فعلا إلا لحكمة أرادها، علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولعل من الحكمة في ذلك هو إظهار عداوة إبليس لآدم الذي حسده في بداية الأمر وامتنع من السجود له عندما أمره الله تعالى أن يسجد مع الملائكة، فعداوة إبليس قديمة، ولهذا حذرنا الله تعالى منه، فقال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:٦} .

ولعل من ذلك إظهار الضعف البشري أمام الشهوات والتكاليف الشرعية، وأن التوبة تمحو ما قبلها، فعندما وقع آدم وحواء في الخطأ ألهمهما الله تعالى التوبة والدعاء فقالا: قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الأعراف:٢٣} ، وقال تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {البقرة:٣٧} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ذو الحجة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>