للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كل من مات محققا للتوحيد فهو من أهل الجنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أبي لا يصلي العشاء ولا الفجر وعندما أنصحه لا يقبل النصيحة، يقول لا أحد منكم يدخل الجنة بالرغم من أن المسجد قريب جداً، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً، وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالظاهر من سؤالك أن المقصود بعدم صلاة أبيك للعشاء والصبح هو ترك صلاتهما في الجماعة وليس تركهما بالكلية، وعليه فإننا ننبه أباك إلى أن صلاة الرجل مع جماعة المسلمين في المسجد أمر واجب على الراجح من أقوال العلماء، كما بينا أدلته في الفتوى رقم: ١٠٦٧٣، والفتوى رقم: ١٧٩٨.

كما أنه ورد الترغيب بخصوص هاتين الصلاتين لمن يصليهما في الجماعة، وقد بسطنا القول في هذا، في الفتوى رقم: ١٩١٥١.

والذي ننصحك به أخي السائل تجاه أبيك هو الاستمرار على نصحه، وحضه على الحضور في جميع الصلوات إلى المسجد، وتبيان الأدلة من القرآن والأحاديث وأقوال أهل العلم في ذلك حتى يقتنع، وإن أضفت إلى ذلك بعض المواعظ التي لها صلة بالصلاة فلا بأس، وليكن حديثك مع أبيك في هذا الأمر أو غيره بأدب واحترام تعظيماً لحق الأبوة.

أما بخصوص قول أبيك لا أحد منكم يدخل الجنة، فهذا كلام لا دليل عليه بل الأدلة الشرعية على خلافه، حيث ثبت أن كل مسلم مات محققاً للتوحيد فإنه مقطوع له بالجنة، إما أن يتفضل الله عليه ويدخله الجنة مباشرة من غير حساب، وإما أن يدخله النار أولاً ثم يخرجه منها ويدخله الجنة، وهذا بخلاف من مات كافراً -والعياذ بالله- فإنه في النار خالداً مخلداً فيها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>