للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحب في الله من أسباب دخول الجنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أحب أختي كثيراً وذلك بسبب ديننا الذي نلتزم به أنا وهي على عكس إخوتي الآخرين فإذا جمعني الله وإياكم في جنته ولم أجد أختي المحببة إلي.. فهل بإمكاني أن أراها إذا كانت في النار؟ وإذا كان كذلك هل بإمكاني أن أدعو الله أن يخرجها ويعفو عنها لتكون معي في جنات الخلود.. وشكرا وجمعني وإياكم وجميع المسلمين في جنات النعيم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحب في الله من أقوى أسباب الأمان والنجاة يوم القيامة، فقد روى مسلم والبخاري وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قبله معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه".

فاستمرار محبتك لأختكِ للتدين والصلاح هو: استمرار لهذا الضمان من الله بأن يظلكما في ظلّه يوم القيامة - إن شاء الله - ومَن أظلّه الله تعالى في ظلّه لم يُعذبه، وما عليكما إلّا الثبات على الإيمان والصلاح والعبادة، والاستمرار على هذه المحبة الخالصة لله سبحانه، واسألاه جلّ وعزّ أن يحشركما في ظله ويدخلكما في نعيمه.

ثم إن المؤمنين يُشفِّعُ الله مَن يشاء منهم، فيمن يشاء يوم القيامة، فقد روى ابن خزيمة من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل يَشْفع للرجلين والثلاثة، والرجل للرجل"، وأخرج الترمذي وحسنه، وأحمد، وابن خزيمة من حديث ابن أبي جدعان رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم"، قال: قلنا: سواك يا رسول الله؟ قال: "سواي".

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ ربيع الأول ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>