للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل توجد علاقة بين الزوجة وما يحل بزوجها من كوارث]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب مسلم أقطن في بلاد المهجر.. منذ سنة تزوجت والحمد لله من فتاة ذات دين وخلق، ومن أسرة طيبة، يسكنون في نفس البلد الذي أقطن فيه، منذ يوم زواجي وأنا أواجه ضيقا وشدة وأشياء غريبة.. فقدت عملي، وتعاظمت ديوني مع العلم أن زوجتي تساعدني ماديا، فقدت حافظة نقودي ووثائقي بأكملها وأنا راكب في القطار، تعطلت سيارتي وأنا ذاهب الى حفل زفافي، وجدت عقربا سوداء في بيتي بعدعقد القران وقبل دخول زوجتي اليه.. زوجتي الآن حامل، وأنا لم أعد أقوى على التفكير.. سؤالي: هل هناك حكمة وراء هاته الأشياء التي أواجهها.. ادعو لي وأفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهمّ نفسه ويراجع حاله مع الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: ٣٠} .

قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى أنه ما أصاب العباد من مصيبة في أبدانهم وأموالهم وأولادهم، وفيما يحبون ويكون عزيزا عليهم، إلا بسبب ما قدمته أيديهم من السيئات، وأن ما يعفو الله عنه أكثر، فإن الله لا يظلم العباد، ولكن أنفسهم يظلمون. اهـ

وقال ابن القيم في الجواب الكافي: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. .

وقال ابن الجوزي: قال الفضيل بن عياض: إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.

وقال أبو سليمان الداراني: من صفى صفي له، ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله. اهـ من كتاب ذم الهوى.

فعليك أخي بتجديد التوبة إلى الله، والمحافظة على الفرائض، واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، حتى يصلح الله أمرك، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد: ١١} .

وإذا لازمت التقوى فستجد التيسير في أمورك ـ بإذن الله ـ قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: ٤} .

ونوصيك ـ أيها الأخ الحبيب ـ بملازمة ذكر الله تعالى، لا سيما أذكار الصباح والمساء وأذكارالنوم، وأذكار دخول الخلاء، وكذا نوصيك بالاكثار من قراءة القرآن.

وننبّه السائل إلى أنّ الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز، إلا في حالات معينة وبضوابط مبينة في الفتوى رقم: ٢٠٠٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شوال ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>