للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل ينال الجالس في المسجد لطلوع الشمس ثواب المعتمر من كل وجه]

[السُّؤَالُ]

ـ[يقال إن قراءة القرآن من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الضحى عند الشروق تكتب عمرة. فهل هذا صحيح؟

ويقال إن من العمرة للعمرة كفارة لما بينهما، وأنا قمت بأداء العمرة منذ ٥ سنوات. فهل لو كتبت الفترة من الفجر للشروق فى العبادة كعمرة فهل تُغفر الذنوب مابين العمرة السابقة وهذه لو كتبت عمرة؟

وهل يوجد فرق لو كتبت عمرة فى رمضان أو غير رمضان؟ وهل يوجد فرق فى الثواب فى رمضان عن غير رمضان؟ أنتظر ردكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دليلا على صحة ما ذكرته من أن قراءة القرآن بعد الفجر إلى طلوع الشمس تعدل ثواب عمرة، وإنما الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قريب من هذا المعنى حديث رواه الترمذي وغيره عن أنس رضي الله عنه واختلف العلماء في صحته ولفظه: من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة.

وفي هذا الحديث فضيلة الجلوس وذكر الله بعد صلاة الصبح في جماعة حتى تطلع الشمس ثم صلاة ركعتين بعد ذلك.

وأما الحديث الثاني الذي أشرت إليه وهو أن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما فثابت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، وليس معنى تشبيه ثواب الجلوس بالعمرة والحجة أن يكون لمن جلس ثواب المعتمر من كل وجه، بل هذا دليل على عظم ثواب الجلوس، وأما تكفير الذنوب الوارد في الحديث فمنوط بالعمرة المشروعة والتي ورد الشرع بالترغيب فيها والحث عليها، وقال بوجوبها كثير من أهل العلم.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قال الطيبي: هذا التشبيه من باب إلحاق الناقص بالكامل ترغيبا، أو شبه استيفاء أجر المصلي تاما بالنسبة إليه باستيفاء أجر الحاج تاما بالنسبة إليه.

وأما وصف الحج والعمرة بالتمام فإشارة إلى المبالغة كذا في المرقاة. انتهى.

ومع هذا ففضل الله واسع ورحمته عظيمة، وقد قال تعالى: إن ربك واسع المغفرة.

فمن حرص على تحصيل الثواب الوارد في هذا الحديث فيرجى له أن ينال مغفرة الله تعالى، وأما فضل هذه الجلسة في رمضان فلا شك في أنه أكبر من غيره فإن الطاعات في رمضان تعظم أجورها ويتضاعف ثوابها.

كما يومئ إليه ما في الترمذي من قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقة صدقة في رمضان. وثبت في البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: عمرة في رمضان تعدل حجة. وفي رواية: معي.

وهذا كله يدل على أن رمضان لشرفه وفضله موسم تضاعف فيه أجور العاملين ويزيد ثوابهم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ شوال ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>