للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خطورة المداومة على المعصية]

[السُّؤَالُ]

ـ[كل ما أريد أن أسأل عنه بإيجاز: هل من الممكن أن تكون معصية يفعلها الإنسان كالعادة السرية مثلا أصبح الموضوع كالإدمان وأنا أحاول كثيرا التوقف عنها ولكن دائما أفشل. هل من الممكن أن يكون هذا ابتلاء من الله علما بأنني آخذ في الاعتبار كل الحلول فأمارس الرياضة وأداوم علي الصوم لا أعرف بنتا طيلة حياتي ومع ذلك أفشل. فهل من الممكن أن يكون هذا ابتلاء أم أن هذا نتاج ما تشتهيه نفسي؟ أرجو الإفادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يعرف بالعادة السرّية عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، وهي لا تعالج مشكلة الشهوة كما يتوهم البعض، وقد سبق بيان تحريمها وكيفية التخلص منها في الفتويين: ٥٥٢٤، ٧١٧٠.

واعلم أنّ تهاون العبد ومداومته على المعصية يورث في النفس إلف المعصية.

قال ابن القيم: ومنها أنّ المعاصي تزرع أمثالها وتولّد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها ... وقال: حتى أن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية إليها إلا لما يجد من الألم بمفارقتها. الجواب الكافي.

وأمّا الاحتجاج بالقدر على الوقوع في المعاصي فهو مسلك خاطئ مخالف للشرع والعقل وهو حيلة نفسية لتبرير الوقوع في المعاصي والهروب من مجاهدة النفس وحملها على الاستقامة، وانظر في ذلك الفتوى رقم: ١٠٧٠١٩.

ولمعرفة المزيد مما يعين على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتويين: ٣٦٤٢٣، ٢٣٢٣١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>