للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ثواب من ذكر الله ففاضت عيناه من خشيته]

[السُّؤَالُ]

ـ[كلما رددت ذكر الله من أذكار أو دعاء أو بمجرد التفكير فى أمر من أمور لله أبكى بكاء شديد فلا أعلم هل هذا شعور بالتقصير نحو الله؟ أم خوف منه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس عندنا ما يجزم به في مثل حالتك التي ذكرت ولكن الشرع نوه بالبكاء عند ذكر الله كما في حديث الصحيحين في السبعة الذين يظلهم الله في ظله قال: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.

وقد ذكر أهل العلم في معنى الحديث أنه يشمل من بكى من خشية الله أو شوقا إليه ومحبة له.

وقد روى أبو نعيم في الحلية عن أبي بن كعب أنه قال: عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عز وجل ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار.

وعن أنس مرفوعا: من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وقد تعقبهما الألباني فى الضعيفة فذكر أن في سنده أبا جفعر الرازي وهو متكلم فيه ولكنه ثبت هذا المعنى في عدة أحاديث منها الحديث" لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ومنها الحديث:" عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" وراه الترمذي وصححه الألباني.

وقال الحافظ في الفتح نقلاعن القرطبي: فيض العين بحسب حال الذاكر ففي حال أوصاف الجلال يكون البكاء من خشية الله، وفي حال أوصاف الجمال يكون البكاء من الشوق إليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ رجب ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>