للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أسباب التراجع في التحصيل العلمي]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة متفوقة في دراستي، وإن كان لدي أي سؤال في المحاضرة أسأل وأناقش بدون خوف أو إحراج..لكن في الفترة الأخيرة منذ ٣ سنوات بدأت أتراجع في دراستي وحتى لو بذلت مجهودا.. كذلك إذا كان لدي سؤال أو أريد أن أناقش الأستاذ أشعر بخوف ورهبة كبيرة.. فهل هذا حسد.. وكيف أستطيع أن أرقي نفسي. وهل هناك دعاء خاص لأكون من المتميزات.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يكون هذا الذي أصابك من تراجع في الاجتهاد وضعف في المستوى العلمي بسبب عين أو حسد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني، وإن كنا لا نجزم بذلك، فقد يكون وراء ذلك أسباب أخر.

ولكن على أية حال نوصيك بالمداومة على الرقية الشرعية المبينة في الفتويين رقم: ٧١٥١، ٤٣١٠.

ثم نوصيك بتقوى الله سبحانه، والبعد عن المعاصي، فإن الذكاء وجودة الذهن وسرعة التحصيل وقوة القلب، من أعظم نعم الله على العبد، والمعاصي تذهب بالنعم وتضيعها، وقد كان الشافعي رحمه الله آية في سرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم، ثم أحس ذات يوم أنه لم يعد في الحفظ كما كان، فاشتكى إلى أستاذه وكيع بن الجراح ـ رحمه الله ـ سوء الحفظ فقال له: استعن على الحفظ بترك المعاصي، فنظم هذه الأبيات الرائعة والتي تفيض بالفقه والحكمة:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم ن ـور * ونور الله لا يهدى لعاصي

وقد قال الله سبحانه: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ {المائدة: ١٣}

فأخبر سبحانه أنهم بسبب ارتكاب المعاصي نسوا حظا من العلم النافع، فاستعيني رحمك الله على ما أصابك بالتوبة والاستغفار الذي يذهب أثر الذنوب والمعاصي.

ثم ننبهك على أن هناك ضوابط شرعية ينبغي الالتزام بها في حال تلقت المرأة تعليمها من الرجال أو في الأماكن المختلطة، وقد سبق بيانها في الفتويين رقم: ٥٤١٩١، ٥٣١٠.

أما بخصوص الدعاء فكل دعاء دعوت به لصلاح الحال وكشف الضر وقوة الحفظ وجودة الفهم ينفعك الله به إن شاء، فإنه سبحانه وعد باستجابة دعاء الداعين فقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:١٨٦} ,وقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:٦٠}

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>