للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإيمان بالقدر لا يعني التواكل بل العزم والتوكل]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي في الحياة أني لا أدرك مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر ماذا يعني وما معنى أن كل شيء مقدر ومكتوب أدركت مؤخرا أني متذبذبة متشككة لا أعرف أن أتخذ قرارا بسبب هذه المشكلة دائما أضع اللوم على نفسي بسبب قلة فهمي وإدراكي لهذا المفهوم الإيماني أفيدوني فأحيانا أحس نفسي كرة بيد الشيطان بسبب عدم ثقتي بنفسي أو بقراراتي. وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا معنى القضاء والقدر في الفتوى رقم: ٦٧٣٥٧، فراجعها ففيها كفاية لك إن شاء الله لإدراك مفهوم القضاء والقدر، وبالتالي فكل شيء في هذا الكون قد كتبه وقدره، ولا يتغير ولا يتبدل، ولا يعني هذا أن يترك الإنسان العمل النافع أو يصاب بارتباك وتردد اعتمادا على القضاء والقدر، بل يعزم ويتوكل على الله تعالى، ويسعى فيما ينفعه، ولا يخلد إلى العجز والكسل، ويكون قوي الإرادة ماضي العزيمة، مستحضرا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويدرك أن الله عز وجل قدر المقادير بأسبابها، وأن ما قدره الله غيب بالنسبة للإنسان، فلا يدري ما الذي قدره الله، ومن ثم لا يصح الاعتماد على القدر أو الاحتجاج به مع ترك الأخذ بالأسباب. وراجعي الفتوى رقم: ٥٥٨٢٠، والفتوى رقم: ٦٢٤٦٦.

وعلاج عدم الثقة النفس سبق بيانه في الفتوى رقم: ٧٥٤١٨، والفتوى رقم: ٩٣٠٤٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>