للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل من تبعات الذنب أن يقع من أهل المذنب]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل التوبة تمنع وقوع الذنب لأهل المذنب فيما بعد استناداً إلى "كما تدين تدان" فأرجو الإفادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم من حديث: ... كما تدين تدان.. لا يصح، قال الطرابلسي في اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع: في سنده متهم بالوضع، وضعفه المناوي في الفتح السماوي والألباني في السلسلة الضعيفة..

وهناك أحاديث أخرى ضعيفة في هذا المعنى المذكور في السؤال، وقد سبق بيان ضعفها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٦٣٨٤٧، ٨٠٠٧٨، ٣٥٦٩٣.

والله عز وجل قد قال: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَاّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:١٦٤} ، وقال تعالى: مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {الإسراء:١٥} .

وقال سبحانه: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى {فاطر:١٨} .

فهذه النصوص تدل على أن الذنب إنما يتحمل تبعاته المذنب، ولم نطلع على دليل صحيح ما يفيد أن من تبعات الذنب على المذنب أن يقع ذلك الذنب من أهله، وانظر لذلك الفتوى رقم: ٧٦٥١٣، والفتوى رقم: ٢٥٢٥٠.

وعلى كل حال فإن التائب المنيب إلى الله تعالى إن صدق في توبته وأخلص ونصح فيها فيرجى له ألا يؤاخذ بذنبه لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقد سبق بيان ذلك وبيان ضعف الحديث السابق، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٧٠١٢، ٧٥٧١٠، ١٩٠٣١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ محرم ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>