للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التوبة تمحو ما سبق من الإثم]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا قد ارتكبت بعض المعاصي مثل الكذب والسرقة وترك الصلاة أحياناً، أريد أن أعرف كيف أكفر عن سيئاتي وذنوبي، هل الاستغفار والتسبيح وقراءة القران يكفر عنها؟ هل الاستغفار والتسبيح وقراءة القران تمحو الآثام أم تكتب في ميزان الحسنات؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التوبة تجبُ ما قبلها، وتمحو ما سبق من إثم، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:٥٣} . بشرط أن تكون التوبة صادقة مستوفيةً لشروطها وهي الإقلاعُ عن الذنب والعزم على عدم الرجوع إليه والندمُ على فعله، وإذا كان الذنب يتعلق بحق آدمي كالسرقة أو الكذب الذي تسببت به إلى أخذ ما ليس لك، فيجبُ رد الحق إلى صاحبه ولا تكمل التوبة إلا بذلك، فإن تعذر رده إليه تُصُدّق به عنه، وبالنسبة لترك الصلاة فعليك أن تتحري ما ضيعته من صلوات فتقضيه ليحصل لكِ اليقين ببراءة ذمتك، وهذا قول الأئمة الأربعة خلافاً لشيخ الإسلام وجماعة، والتوبة والاستغفار والإكثار من الذكر وقراءة القرآن كلُ ذلك من الأعمال الصالحة التي تُمحى بها السيئات وتُرفع بها الدرجات، ولزومها والحفاظُ عليها من علامات صحة التوبة، قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: ١١٤} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ذو الحجة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>