للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الصابر ينال من الله تعالى خيرا كثيرا]

[السُّؤَالُ]

ـ[والله المشكلة عندي أنه أي شيء أقدم عليه يتيسر وعندما آتي للمباشرة به يتعسر.يعني بالمثل....تصل اللقمة للفم وتروح ... ما الحل وهل هناك من شيء أقدم عليه لكي تثبت هذه اللقمة والله أنا جدا يئست من الذي يحصل معي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ندري إن كان هذا الأمر على حقيقته نعني ما ذكرت من عدم دخول اللقمة في فمك عندما تريد وضعها فيه، أم أنك ذكرته على سبيل المبالغة على تعسر بعض الأمور عندك. فإن كان الأمر على حقيقته فلا شك أن هذا شيء غير عادي، وليس من المستبعد أن يكون هنالك شيء من العين أو السحر ونحوهما، فإذا غلب على ظنك وجود شيء من ذلك فعليك بالرقية الشرعية، وإن احتجت إلى أن يرقيك غيرك من أهل الاستقامة فلا بأس، ويجب الحذر من إتيان الكهنة والعرافين. وانظر الفتوى رقم: ٢٥٣٠٨، ١٨٥٨.

وأما إن قصدت أنك قد لا تتيسر لك بعض الأمور فننصحك أولا بالصبر وعدم الجزع، وأن تتذكر أن كل شيء كائن بقضاء الله وقدره، فإن هذا مما يعينك على الصبر والتعلق بالله تعالى والتضرع إليه، وعليك أن تتذكر ما يسر الله لك من أمور، فقد تكون أحيانا أضعاف ما فاتك، ثم إنه ما يدريك فقد يعلم الله تعالى أن الخير لك في حرمانك من هذا الشيء الذي تتمناه وأنه لو أعطاكه ربما كان سببا في هلاكك أو هلاك بعض أهلك.

وحاصل الأمر أننا ننصحك بالصبر فإذا صبرت نلت من الله تعالى خيرا كثيرا. وعليك بالإكثار من دعاء الله تعالى، ولا سيما بالأدعية التي تناسب الحال وهي أدعية تيسير الأمور وتجاوز الصعاب، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: ٢٧٠٤٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>