للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإنسان مخير في الأمور التي يترتب عليها الثواب والعقاب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الإنسان مسير أم مخير؟ وإن كان مخيرا ما مدى هذا التخيير، وهل ينطبق هذا التخيير في أمور مثل الزواج وعمل الخير وغير ذلك؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

لا يصح أن يقال إن الإنسان مسير أو مخير لأن الإنسان مخير ومسير، فهو ميسر لما خلق له، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً وإدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) الإنسان: ٢،٣ وقال سبحانه: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس:٧ـ١٠

وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير: ٢٩] وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة" رواه الترمذي وصححه، وأبو داوود. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة جداً.

ولذلك فالإنسان ميسر لما خلق له، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن مسألة القدر وما يعمل الناس فيه: أهو أمر قد قضي وفرغ منه أم أمر مستأنف؟ فقال: " بل أمر قد قضي وفرغ منه فقالوا: ففيم العمل؟ فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له ... " الحديث رواه مسلم. والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ شوال ١٤٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>