للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستفامة على الطاعة وتجنب المعاصي]

[السُّؤَالُ]

ـ[ألاحظ أنه كلما قمت بقراءة القرآن في جوف الليل أو قيام أو قرب من الله سبحانه أجدني واقعة في معصية كبيرة وأخاف أن يكون هذا الأمر علامة عدم قبول الطاعة أو أنني منافقة وبعد المعصية أقوم بعمل صالح عسى ربي أن يغفر لي وأدعو وأستغفر ثم أعود للمعصية من جديد وهكذا تعبت من هذه الحالة كيف أطلق هذه المعاصي طلاقا بالثلاثة؟ أفيدوني أرجوكم فأنا ممن يعيش عاقبة معاصيه في الدنيا قبل الآخرة وأنا جد خائفة من تعسر أموري ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر لك أولا حرصك على الخير وقيام الليل وتلاوة الكتاب العزيز، ونسأل الله تعالى أن يجزيك على ذلك خيرا، ونوصيك بالاستمرار في عمل هذه الطاعات وغيرها، والمبادرة إلى التوبة النصوح كلما أذنبت، فإننا نخشى أن الشيطان بمثل هذه الخواطر يريد أن يوقعك في القعود عن الطاعات، وفي المقابل يحفزك على الجرأة على معصية الله تعالى، فلا يلزم من وقوع المسلم في الذنب عقب فعل الطاعات أن يكون ذلك علامة على عدم قبول عمله، ولكن ينبغي أن تحرصي على تدبر كتاب الله عند تلاوته واستحضار عظمة الله عند قيامك من الليل ليورث ذلك في قلبك خوفا وانكسارا وذلا وافتقارا وإيمانا تجدين حلاوته في قلبك، وإذا حل الإيمان في القلب لم يجد الشيطان إليه سبيلا، فكان في ذلك عون لك على اجتناب المعاصي، ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين: ٢٤٠٣١، ٢٩٤٦٤.

وأما تعسر الأمور بسبب الذنوب فهو أمر وارد ولكن ليس بلازم أن يحدث ذلك، ثم إن مثل هذا الشعور مما ينبغي أن يكون حافزا على اجتناب المعاصي.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>