للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعذيب الله تعالى المسيء لا ينافي العدل]

[السُّؤَالُ]

ـ[لماذا يعذب الله الناس في النار وهو غني عن عذابهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى شرع تشريعه الحكيم، وأنزل الكتب وأرسل الرسل ليعرف الناس ما خلقوا له من عبادة الله تعالى، وهو سبحانه وتعالى غني عن عبادتهم وعن عذابهم، وقد شرع لهم الشرائع ليكسبوا بها الفوز العظيم في الدنيا والآخرة، وتوعدهم بالعذاب إن عاندوا وخالفوا أمره، فإن عذبهم سبحانه لعصيانهم فليس بظالم لهم، ومن العدل والحكمة الإلهية ألا يساوي الله تعالى بين الطائعين والمجرمين، بل يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

فقد قال الله تعالى: أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {الجاثية:٢١}

وقال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ {ص:٢٨}

وقال تعالى: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا * وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا. {الفتح: ٥،٦}

وليس من الأدب مع الله تعالى الاعتراض على شيء من فعله، فقد قال جل من قائل: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:٢٣}

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>