للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أثر الذنوب على العبد في دنياه]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي: هل يحاسب الله الناس في الدنيا على أعمالهم السيئة التي فعلوها في الدنيا، وأنا محتار بين شيئين:

الشيء الأول: قوله عزوجل: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة.

الشيء الثاني: قول أحد التابعين: إني أجد اثر ذنبي على دابتي في الطريق.

وسؤالي: هل بسبب الذنب الذي اقترفناه في الدنيا أن نحاسب عليه في الدنيا مثلا كعدم استجابة دعوة أو مرض ولد أو خلافه أو بعكس ذلك وتؤجل إلى الآخرة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن للذنوب أثرا فيما يصيب العبد من نكبات ومصائب، في هذه الحياة، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:٣٠}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد.

وأما قول الله تعالى: ولو يؤاخذ الله الناس.... الآية فقال عنه أهل التفسير: لو آخذهم بجميع ذنوبهم لأهلك جميع أهل الأرض وما يملكونه من دواب وأرزاق، والذي يصيب الناس في هذه الدنيا بسبب أعمالهم إنما هو لتذكير الغافلين حتى ينتبهوا وتكفير لذنوب المؤمنين، كما قال سبحانه وتعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:٢١}

قال بعض المفسرين: مصائب الدنيا.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. رواه أحمد والترمذي وغيرهما. وقال الترمذي: حسن صحيح، وبهذا نرجو أن تفهم ما أشكل عليك.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٦٥٥١، ٥١٢٤٧، ٦٥٧٠٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>