للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التفريط في الطاعات سبب للحرمان]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب مصاب بدوالي الخصيتين وهو مرض قد يؤثر على الإنجاب وقد لا يؤثر وإذا كان يؤثر فإن علاجه قد يزيل هذا الأثر وقد يبقى كما هو والذي أريد أن تساعدوني فيه هو أن الشيطان يوسوس لي أني لن أنجب وما إلى ذلك مع أني على إيمان تام أن هذا بيد الله وأن هذا المرض علاجه سهل وليس بالضروري أن يؤثر على الإنجاب مع العلم انه لا يسبب العقم التام وهذه الوساوس تتمكن مني أحيانا كثيرة وأتخلص منها أحيانا أخرى والذي يزيد من سوء الأمر هو انه جاءت فكرة في رأسي أن من يدعو الله كثيرا ويتقرب منه قد يبتليه الله والذي يبعد عن الطريق الصحيح فلا يبتليه الله بالتالي جاءت فكرة أعوذ بالله أن تتحدث وهي أن ابعد عن الطريق الحق

فأعينوني وأرشدوني كيف أتخلص من هذه الوساوس وأمانة عليك يا شيخي الفاضل أن تتذكرني بالدعاء أن يهديني الله ويرزقني الذرية الصالحة الصحيحة دائما

وقد حلمت منذ فترة أني قد رزقت توأما والحمد لله فهل من الممكن أن تكون بشرى من رب العالمين مع العلم أني كثير الدعاء أن يرزقني الله الذرية الصالحة

أنا شاب في كلية الصيدلة وعندي ١٩ عاما]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا ننصحك بالبعد عن هذه الوساوس وإياك واليأس والقنوط، فالله تعالى كريم يستجيب دعاء من دعاه فقد استجاب لزكريا بعد أن بلغ من الكبر عتيا وكانت امرأته عاقرا، وقد شرع الله تعالى التداوي من الأمراض ولم ينزل داء إلا أنزل له دواء.

وأما فكرة ترك الاستقامة والبعد عن الهداية فهي فكرة خطيرة، فالمعاصي والتفريط في الطاعات سبب للحرمان كما حصل لأصحاب المزرعة الذين عزموا على حرمان الفقراء منها فقد حرمهم الله منها فأصبحت كالصريم، وأما الطاعات فهي سبب لفلاح الدنيا والآخرة وتيسير الأمور وصلاح الأحوال، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:٤} .

ونسأل الله لك الهداية والذرية الصالحة ونرجو أن تكون رؤياك بشرى خير.

وننبه إلى أن قولك: (وأمانة عليك) الذي ورد في السؤال إن كنت تقصد به الحلف أو الاستحلاف بالأمانة فهذا لا يجوز.

وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٠١٤١٧٢

وراجع كذلك الفتاوى التالية أرقامها: ٩٥٢٩٩، ٥٧٣٨٠، ٢٧٠٤٨، ٦٤٨٣١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>