للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجمع بين التوبة والحج إلى بيت الله الحرام]

[السُّؤَالُ]

ـ[فتاة غير متزوجة ارتبطت بأكثر من علاقة عاطفية بأكثر من شخص بهدف الزواج ولكنها تنصدم كل مرة بعدم جديتهم في الزواج بعد فوات الأوان، حيث إنها أقامت علاقات جنسية معهم أيضا بسبب سذاجتها أو بالأصح زنت معهم والعياذ بالله.. والآن بعد أكثر من ٣ سنوات وبعد توبتها وعدم معاودتها للفعل أدركت أكثر فظاعة الفعل التي كانت تقوم بها مع هؤلاء الشباب وعذاب نار جهنم للزاني والزانية في الآخرة وضرورة إقامة الحد بالجلد أو الرجم في الدنيا.. وبما أن لا أحد يعلم بما فعلت خاصة وأنها متزوجة الآن وبما أن لا أحد يقيم حد الزنا ببلدنا، وعلى الرغم من توبتها إلا أنها تشعر بأن الله لم يغفر لها ذنبها نظراً لكثرة المشاكل التي تواجهها مع زوجها وتشعر بأن الله لم يبارك لها الزواج ولا الحمل ونفسيتها جداً سيئة، لذا تستفسر ماذا عليها أن تفعل لكي يغفر لها الله سبحانه وتعالي هذه الذنوب التي هي تدرك أنها من الكبائر لكي تنعم بحياة الدنيا بسلام وتضمن الجنة، وهل ذهابها إلى الحج سيغفر لها جميع الذنوب من بينها الزنا حتى ولو مارست مع أكثر من شخص؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من شك في فظاعة وقبح ما كانت تمارسه تلك الفتاة، ولكن ما هي فيه من الندم والخوف من عذاب الله يعتبر بداية جيدة للتوبة، وعليها أن تعقد العزم على أن لا تعود إلى شيء مما كانت تفعله، ولتعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما جاء في الحديث الصحيح ... وما تريده من الحج لا يكفر الذنوب، كما بينا من قبل ولك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: ٣٠٠٠، ولكن التوبة إذا كانت وحدها تكفر الذنوب وبالتالي فإن انضمام الحج إليها أولى بتكفير الذنوب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ جمادي الأولى ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>