للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الابتلاء بالحرمان هل يعني أن المبتلى لا يستحق]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الابتلاء بالحرمان من نعمة يعني أن صاحبها كان لا يستحقها أرجو الإفادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

ابتلاء الله تعالى لعبده يكون لحكمة يريدها سبحانه وتعالى قد لانطلع عليها، وليس منها أن العبد لا يستحق النعمة..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله- سبحانه وتعالى- يبتلي من يشاء من عباده بما شاء من أنواع الابتلاء لحكمة يريدها، وعلى العبد أن يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط؛ فقد يكون الابتلاء لرفع الدرجات أو لتكفير السيئات أو لدفع مكروه.. إلى غير ذلك من الحكم، وليس معنى ذلك أن الشخص لا يستحق ما حرم منه؛ فالدنيا بحذافيرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا من شربة ماء " رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

والابتلاء يكون بالشر ويكون بالخير كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ. {الأنبياء٣٥}

وعلى العبد أن يصبر في حال الشر ويشكر في حال الخير، وفي كلا الحالتين هو رابح فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم وغيره.

وانظري للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: ١٠٤٥٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ صفر ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>