للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطريق إلى فهم النفس ونيل السعادة في الدنيا والآخرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أحس أني بعيدة عن الله أريد أن أتغير لكني عاجزة عن فهم نفسي وفهم من حولي فماذا أفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

استعيني بالله ولا تعجزي، وعليك بالمحافظة على الفرائض وما استطعت من النوافل وأعمال الخير، وصحبة الصالحين والبعد عن الفاسدين وبئاتهم..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يصلح حالك وأن يرزقنا وإياك حبه والقرب منه والعون على طاعته والاستقامة على طريقه والأنس بذكره..

ولتعلمي أن من يريد أن يغير حاله إلى الأحسن لابد أن تكون له إرادة قوية ونية صالحة وعزيمة صادقة.. وأن يتخذ لذلك الأسباب اللازمة من تجديد التوبة والتخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل، والبعد عن أصدقاء السوء والبئات الفاسدة واستبدال ذلك بأهل الصلاح والاستقامة وبئات الخير..؛ فإن الله عز وجل يقول في محكم كتابه إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ الرعد: {١١} .

ولذلك فنحن ننصحك بالاستعانة بالله تعالى أولا وأخيرا، وأن تلجئي إليه في السر والعلانية وتكثري من ذكره ودعائه والتقرب إليه بالمحافظة على فرائضه وما استطعت من النوافل وأعمال الخير، ففي الحديث القدسي:.. وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... الحديث رواه البخاري.

والذي يريد أن يفهم نفسه..لا بد أن يفهم حقيقة الهدف من وجوده في هذه الحياة وهو عبادة الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:٥٦} .

فإذا فهم هذه الحقيقة واتصل بخالقه اطمأن قلبه واستقام أمره وصلح حاله وسعد في الدنيا والآخرة، وإذا أعرض عنه وانشغل باتباع الهوى وملذات الحياة وشهواتها فسيبقى في قلق وحيرة وشقاء دائم حتى يعود إلى ربه وخالقه، قال الله تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى طه:١٢٣-١٢٤}

فاستعيني بالله تعالى ولا تعجزي وتذكري قول الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ {فصلت:٣٠-٣٢}

وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٤٥٠، ١٢٠٨، ٢٨٧٤٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ محرم ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>