للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حفظ القرآن هل هو دليل على صلاح صاحبه]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي:هل حفظ المسلم للقرآن بعد أن فتح الله عليه ويسر له حفظه دليل على صلاحه وتقواه أم ليس بالضرورة؟ أرجو الإجابة مدعومة بالأدلة والتوضيح وجزاكم الله عنا خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن يسر الله له حفظ القرآن الكريم فقد أعطاه خيرا كثيرا. فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)) رواه مسلم. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين)) رواه مسلم.

ولكن حفظ المسلم للقرآن لا يدل بالضرورة على صلاحه وتقواه،.

ففي مصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: يمثل القرآن يوم القيامة رجلا، فيؤتى بالرجل قد حمله، فخالف أمره‘ فيتمثل له خصما، فيقول: يا رب حملته إياي فشر حامل تعدى حدودي، وضيع فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي، فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال: شأنك به فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار، ويؤتى بالرجل الصالح كان قد حمله وحفظ أمره، فيمتثل خصما دونه، فيقول: يا رب حملته إياي فخير حامل: حفظ حدودي، وعمل بفرائضي، واجتنب معصيتي، واتبع طاعتي فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال شأنك به، فيأخذه بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك، ويسقيه كأس الخمر.

وروى مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>