للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النصيحة لمن يوسوس له الشيطان أن يقع ببعض محارمه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا رجل عمري ٢٤ سنة طاقتي الجنسية كبيرة، وغير متزوج لكني أفكر أحيانا في بعض المحارم كالأخت مثلا وأتمنى أن أجامعها لكني والحمد لله لم أفعل بينما الوسواس موجود. وأنا رجل أصلي، والحمد لله.

أتمنى منكم أن تجدوا لي طريقة للخلاص من ذلك، علما بأني غير قادرعلى الزواج حاليا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما قلت إنك تفكر فيه أحيانا من الاستمتاع بالمحارم كالأخت، وتمني مجامعتها، هو تفكير شاذ للغاية ولا يسوغ للمسلم.

والواجب عليك –إذ صرت كذلك- أن لا تختلي بإحدى محارمك مهما كانت الظروف، وأن لا تنام معها في غرفة واحدة.

ثم إننا نذكرك بأن الزنا من أعظم الكبائر، وهو مع المحارم أشد، حيث قال بعض أهل العلم بأن فاعله يعاقب في الإسلام بالقتل، محصنا كان أو غير محصن، لخبر: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، لكن أهل العلم قد ضعفوه.

ولا يخفى عليك أن الأخ مطالب بحماية أخته والذود عنها، فلا يسوغ له بحال ولا يعقل أن يكون الأخ ذئبا يهتك عرضها.

وإليك بعض النصائح نوجزها لك في نقاط:

١- عليك بتقوى الله سبحانه والمحافظة على الفرائض، وأهمها الصلوات في أوقاتها جماعة في المسجد.

٢- صاحب الأخيار والصالحين، واحرص على حضور مجالس العلم النافع.

٣- ننصحك بالزواج متى قدرت عليه، وقبل استطاعته فعليك بالصوم، كما في الحديث ... قال: صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم، ومعنى (وجاء) وقاية من الزنا.

٤- إذا دعتك نفسك إلى الريبة بأختك فتذكر أن الله مطلع عليك، وتذكر عواقب الزنا الوخيمة على المرء في الدنيا والآخرة، ويكفي أن الله نهى عباده عن الزنا وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه بقوله: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً. {الإسراء: ٣٢} .

قال أهل التفسير: "إنه كان فاحشة" أي ذنباً عظيماً، "وساء سبيلا" أي وبئس طريقا ومسلكاً.

٥- أكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله أن يصرف عنك الفواحش، وأن يطهر قلبك وأن يحصن فرجك.

٦- أشغل وقتك بالطاعة وتب إلى الله وأكثر من الاستغفار.

ونسأل الله أن يعيننا وإياك على الطاعة والابتعاد عن المعصية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>