للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نصائح لتخفيف حدة الشهوة والتخلص من العادة السرية]

[السُّؤَالُ]

ـ[١-أنا شاب في سن المراهقة هذا الموسم لدي امتحان شهادة الباكالوريا إنشاء الله ولا أستطيع المراجعة في المنزل فبماذا تنصحونني؟

٢-لما يكون لدي وقت فراغ لا أعرف كيف أتصرف فيه, أرى في نفسي أنّ الشيطان لعنه الله يتغلب عليّ فألتجئ إلى الحرام مثلا رؤية الصور الخليعة أو الاستمناء والعياذ بالله, فما هو العمل؟ ,فأنا في كل مرة أندم على ما فعلت ثم أعود إلى ذلك, وأنا نادم على كل ما فعلته وهل سيقبل الله توبتي وما هي النصائح التي توجهونها لي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا حرمة الاستمناء في فتاوى سابقة منها ما يلي: ٦٩٢٧٦، ٣٤٤٧٣، ٧١٧٠، ٤٥٠٥٤، ٥٥٢٤، ١٩٦٨، ٢٤١٢٦، فيمكنك الاطلاع عليها.

كما لا يجوز مشاهدة الأفلام القبيحة والصور الخليعة ونحوها، كما بينا في الفتوى رقم: ٣٦٠٥، والفتوى رقم: ٢٠٣٦. وهي من الأسباب الداعية إلى ارتكاب العادة السرية وإدمانها مع ما فيها من نظر إلى العورات المحرمة.

والواجب عليك المسارعة بالتوبة إلى الله قبل أن يدهمك الموت وأنت مقيم على هذه المعاصي، وحينئذ لا ينفع الندم، قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:٣١} ، وقال أيضاً: أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {التوبة:١٠٤} ، واعلم أنك إذا تبت ورجعت إلى الله فإن الله يقبل توبتك ويمحو جميع ذنوبك السالفة، فالله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، بل ويبدل السيئات مع التوبة حسنات، فإن باب التوبة مفتوح والله تعالى يقبل توبة كل تائب ما لم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها فقد قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: ٨٢}

وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:٥٣} ...

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٧١٨٤، ١٦٩٠٧، ٣٣٩٧٥.

وننصحك بالحرص على البعد عن الجلوس في المكان الذي تكون به مرئيات محرمة، وأن تواصل السير في طريق الهدى والاشتغال بحفظ القرآن والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والحفاظ على الصلاة في المسجد وحضور مجالس العلم ومتابعة ما يبث منها عبر وسائل الإعلام.

ونختصر لك بعضا من تلك التوجيهات التي يمكنك الانتفاع بها ومنها:

١- البعد عن كل ما يهيج الشهوة؛ كالاستماع إلى الأغاني الماجنة، والنظر إلى الصور الخليعة.

٢- ومنها المبادرة بالزواج عند الإمكان، والحرص على الصيام إن لم يمكن كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. أخرجه البخاري ومسلم.

٣- ومنها الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة.

٤- ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين، والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.

٥- ومنها الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغل عن التفكير في الجنس.

٦- منها عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها.

٧- منها عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي.

٨- ومنها التنبه لأضرار هذه العادة البدنية والنفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحش، وقد يصاب الشاب بالضعف الجنسي بسبب هذه العادة، ويظهر ذلك بعد الزواج، أما الفتاة فقد تزول (بكارتها) بفعلها -كما يقول الأطباء- كما أن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر فلا تشعر بما تشعر به الفتيات اللاتي لا يمارسن تلك العادة ولا يرين متعة فيها، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في هذه العادة تربية الأبناء على مراقبة الله عز وجل في السر والعلن، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>