للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستغفار للوالدين وتوبتهما من ذنوبهما]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل استغفاري لأحد والدي من ذنب معين قد تركه يغني عن استغفاره لنفسه، مع العلم بأني لا أعلم إن كان يستغفر أم لا، وأنا أخجل من سؤاله؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

عليك أن تدعو لوالديك وتستغفر لهما على كل حال، ويجب عليهما أن يتوبا ويستغفرا من كل ذنب وقعا فيه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الدعاء للوالدين وطلب المغفرة لهما مأمور به شرعاً ومرغب فيه ونافع لهما في حياتهما وبعد مماتهما، فقد قال الله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:٢٤} ، وقال صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.

ولكن هذا -وإن كان نافعاً لهما- لا يسقط وجوب التوبة عنهما لأن التوبة فرض عين على العبد، وعليه أن يبادر بها من جميع الذنوب، قال الله عز وجل: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:٣١} ، وقال تعالى: وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:١١} ، ولذلك فإن على والديك أن يبادرا بالتوبة وكل تأخير لها يعتبر ذنباً آخر تجب منه التوبة والاستغفار ... وعليك أن تذكرهما بوجوب التوبة بطريقة محترمة دون أن تذكر لهما ما وقعا فيه من الذنوب ... وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: ٤٧٩٦٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>