للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[على المسلم الجمع بين الخوف والرجاء]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي عن الموت:

الحمد لله أنا أصلي وأصوم وأذكر ربي مع أني أعترف أن لدي بعض الذنوب، ولكن ليست كبائر ... ولكنني خائف جداً من العقاب بعد الموت الذي سيأتي في أي لحظة وسأعاقب على كل ذنب، أفكر كثيرا في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

على المسلم أن يخاف على نفسه من جميع ذنوبه الصغيرة والكبيرة مع رجائه لمغفرة الله تعالى واستحضاره لسعة رحمته وعظيم فضله.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن عليك أن تحمد الله تعالى وتشكره وتسأله المزيد من نعمه والعون على شكره فهو الذي وفقك لذكره وأداء فرائضه، ولتعلم أنه لا ينبغي للمسلم أن يستقل شيئاً من ذنوبه، فإن التقليل من الذنوب والتهوين منها من أسباب الهلاك والبعد عن الله تعالى، وقد روى البخاري عن ابن مسعود أنه قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا. وقال بعض السلف: لا تنظر إلى المعصية ولكن انظر إلى من عصيت.

والخوف من الله تعالى ومن غضبه وعقابه وذكر الموت وما بعده أمور محمودة شرعاً إذا كان ذلك دافعاً إلى العمل الصالح وصاحبه الرجاء ولم يؤد إلى القنوط من رحمة الله تعالى، فصلاح المؤمن إذاً مرهون باجتماع الخوف والرجاء في قلبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت. رواه الترمذي وغيره، وقال: حسن صحيح، وقد بينا ذلك بالتفصيل في عدة فتاوى فراجع منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٨١٨١، ٩٧٣٢٢، ١٣٤٤٨، ١٧٨١٤. فنرجو أن تطلع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ شعبان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>