للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المؤمن يرى ذنوبه كجبل عظيم يكاد يسقط عليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي سؤال جزاكم الله خيرا.

شخص على منهج السلف الصالح وهو صحيح المنهج والعقيدة وهو يكره البدع وأهل البدع بشكل لا يوصف لأنه كان صوفيا مبتدعا فهداه الله على يد شخص صحيح العقيدة والنهج ولله الحمد، لكن سؤالي يدور حول أن هذا الشخص لديه بعض المعاصي التي لا يعرفها إلا الله وحده ومعاصيه ليست شيئا من البدع بل هي تضره في الغالب، هل هنا يخرج من المنهج السلفي أو العقيدة الصحيحة مع العلم أنه يعرف أن هذه معصية وهل يصح لنا القول بأن نقول إنه أفضل من العباد المبتدعة مهما كانوا يعبدون الله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أن الضابط الذي يحكم به على منهج فرقة ما أو أحد ما أنه متابع أو مخالف لأهل السنة والجماعة إنما يكون في الأصول والعقائد متابعة أو مخالفة، وانظر بيان ذلك الضابط في الفتوى رقم: ٥٦٠٨.

ولا شك أن الذنوب والمعاصي شأنها خطير وضررها كبير، ويجب على الواقع فيها التوبة إلى الله تعالى منها سواء كانت تلك الذنوب صغائر أم كبائر، وليس من خلق المؤمن التهوين من ذنوبه ومقارنتها بما هو أغلظ منها من البدع أو الشرك، وإنما المؤمن حقا من يرى ذنوبه كجبل عظيم يكاد يسقط عليه، ويخاف من عاقبتها.

كما أنه لا يصح أن يقال بإطلاق أن العاصي أفضل حالا من العابد الذي عنده بدعة، فقد يكون العابد معذورا لم تقم عليه الحجة ولم يتبين له الحق ولو تبين له الحق لاتبعه، وهنا أفضل حالا بلا شك من المصر على المعاصي الذي يمني نفسه بأنه أفضل من غيره، فالحذر الحذر من وساوس الشيطان.

وانظر للفائدة الفتوى رقم: ٥٦٠٨، والفتوى رقم: ٣٢٠٢١، والفتوى رقم: ٢٤٣٦٩

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>