للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطريقة المثلى لنصح من ابتليت بداء السرقة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من مشكلة أسرية تتمثل في أن ابنة خالتي والتي تبلغ من العمر (٢٨) عاما تمارس السرقة منذ الطفولة بعلم أفراد الأسرة (الأم والأخوات) وللأسف فضلت الأسرة تجاهل هذه المشكلة عوضا عن حلها، علما بأن أمي حاولت التحدث مع خالتي بهذا الشأن فما كان منها إلا أن انفعلت وأنكرت هذا الأمر مما أدى بأمي إلى عدم مناقشة الأمر مرة أخرى معها تفاديا لأثارة غضبها خاصة وأنها مريضة بالسكري، للأسف أخذ هذا الأمر بالانتشار وعلم به بعض المقربين دون محاولة للتدخل لنفس الأسباب، أمي تشعر بتأنيب الضمير والتقصير لأنها لم تحاول التحدث مع بنت أختها في هذا الأمر بصورة مباشرة وهي مترددة في هذا الأمر، علما بأني أشجعها على هذه الخطوة خاصة وأنا أعلم بأن بنت خالتي ليست إنسانة سيئة بالمطلق وأميل للاعتقاد بأن هذه العادة السيئة تكونت لديها منذ الصغر كمحاولة منها للفت نظر أمها وأبيها، فأرجو أن تنصحوني أنا ووالدتي في كيفية مفاتحتها ومصارحتها بهذا الموضوع دون أن نثير غضبها أو نشعرها بصورة غيرة مقصودة بإنها إنسانة سيئة؟ وجزاكم الله عنا ألف خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا تحققتم من أن الفتاة المشار إليها تسرق فينبغي لكم نصحها وعدم الإحجام، فالدين النصيحة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رأى منكم منكراً فليغييره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.

فناصحوها ولا تترددوا ولتكن نصيحتكم لها مزينة بزينة اللين والرفق وبيان حكم الله تعالى في السرقة ووجوب التوبة منها وافتحوا لها باب الرجاء، وأن فيها -أي في الفتاة- من الأخلاق الفاضلة ما هو كفيل بالقضاء على داء السرقة، واستعينوا على نصحها بالكتب والأشرطة والرسائل التي تعالج هذه الجريمة مع الإكثار من الدعاء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>