للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفرح رجاء الثواب من علامات الإيمان]

[السُّؤَالُ]

ـ[قبل عدة أيام كنت أشاهد برنامج الشيخ محمد حسين يعقوب وقال آية من كتاب الله تعالى وهي بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ... صدق الله العظيم، وبعد عدة لحظات ذهبت لأصلي صلاة العشاء بالمسجد وفي الركعة الثانية صلى بنا الإمام بنفس الآية بعد عدة آيات فخفت أن أكون مقصوداً بتلك الآيات فأسألكم بالذي لا إله إلا هو أن ترشدوني إلى ما يجب علي أن أفعل إن كنت فعلا مقصوداً بالآيات لأنني أخاف الله سبحانه وتعالى، مع العلم بأنني حديث عهد بتوبة وأحاول قدر المستطاع أن أصلح نفسي بفعل الخير واجتناب كبائر الذنوب، ولا أظن وربي أعلم بنفسي مني أنني أحب أن أحمد بما لم أفعل وإذا تقربت إلى ربي بعمل صالح كصيام مثلا فإنني أخفيه عن الآخرين حتى أنني أكذب إن سألني أحدهم في الصباح هل أفطرت أجيبه أجل فعلت حتى لا أخبره بأنني صائم وكذلك لا أحب أن يراني أحد وأنا أتصدق بصدقة ولو يسيرة جدا؟ وجزاكم الله خيراً، وجعلكم صالحين مصلحين مهتدين وهداني وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تخوف العبد من آيات الوعيد أمر محمود شرعاً، والقرآن يحكم على جميع الناس، فعلى كل عبد أن يعرض نفسه عليه ويتخوف مما فيه من الوعيد، ويرجو حصول ما جاء فيه من الوعود الطيبة، فيواظب على الطاعات ويتوب من التقصير والمعاصي.

وأما فرح العبد حين يذكر في القرآن الترغيب في بعض الأعمال التي يعلم من نفسه أنه كان يفعلها سابقاً فيفرح رجاء الثواب فغير مذموم ولا يدل على الرياء بل إنه من علامات الإيمان، كما يدل له الحديث: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن. رواه الترمذي وصححه الألباني.

قال المناوي في فيض القدير: من سرته حسنته لكونه راجياً ثوابها موقنا بنفعها ... وراجع للمزيد من التفصيل حول الأمر ولمنع الكذب في إخفاء الطاعات والترغيب في ستر العمل الذي لم يؤمر العبد بإظهاره، انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٥٤٤٨، ٥٦٤١٠، ٤١٢٣٦، ٨٠٥٥٠، ٦٥١٩٤، ٦٧١٨٤، ٥٩٦٧٣، ٧١٤١٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ربيع الثاني ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>