للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إصلاح الزوج هدف كبير وطريق طويل]

[السُّؤَالُ]

ـ[الحمد لله أنني أصبحت من التائبات منذ مدة قصيرة، أقوم بجميع واجباتي كمسلمة وأحاول أن أصلح جميع أسرتي، وقد نجحت في نهي زوجي عن شرب الخمر وهذا الأمر أسعدني جداً فهو أصبح يصلي منذ أشهر، لكنه لا يريد قراءة القرآن ولا مشاهدة الدروس الدينية ولا الصلاة بالمسجد في جميع الأوقات، فهو لا يريد تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، من ناحية أخرى ومنذ أن أصبح لا يشرب الخمر، اعتاد أن يذهب إلى القهوة لملاقاة أصدقائه ولعب الورق (بدون أجر) وقد كنت أعترض دائما على هذا وأدعوه للصلاة في وقتها والتقرب من الله لكن يقول لي إنه يصلي فقط ولا يريد أن يتعمق في الدين، والمشكلة أنه كذب علي أخيراً وقال لي إنه يشتغل متأخرا في حين أنه كان بصحبة أصدقائه بالقهوة للعب الورق، وحين غضبت وقلت له إنه لا يجب أن يكذب علي وهذا حرام، قال لي إنه كذب لكي لا أغضب عليه، لقد انفعلت وقلت له إنه كذاب وإن حياته معي أحسبها كذبا في كذب ... مع العلم بأن زوجي يحبني كثيرا ويحاول دائما إرضائي وأحيانا أحس أنه يصلي ليرضيني فقط لا ليرضي الخالق سبحانه، فهو حين يغضب علي أصبح لا يصلي. إني محتارة جدا، وأريد إيجاد حل لإصلاحه، أعينوني من فضلكم أنا أحب زوجي كثيرا ولا أريد فراقه، أجيبوني من فضلم فقد بعثت إليكم رسائل من قبل ولم تجيبوني، فأرجو الإجابة سريعة فإنني في حاجة أكيدة لذلك؟ شكرا جزيلا وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما رسائلك السابقة فلعلها لم تصلنا لأنه ليس من عادتنا إهمال رسائل مراسلينا، وفيما يخص رسالتك هذه فإننا نهنئك أولاً بما ذكرته من توبتك والقيام بجميع واجباتك كمسلمة، ومحاولتك إصلاح جميع أسرتك، كما نهنئك بنجاحك في إقناع زوجك بترك شرب الخمر، وبكونه أصبح يصلي منذ أشهر.

وأما رفضه لقراءة القرآن ومشاهدة الدروس الدينية والصلاة في المسجد في جميع الأوقات ... وامتناعه من تطبيق كامل لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. واعتياده الذهاب إلى القهوة لملاقاة أصدقائه ولعب الورق، وقوله إنه لا يريد أن يتعمق في الدين ... وما ذكرته عنه من الكذب، وشعورك بأنه إنما يقوم بالصلاة إرضاء لك لا ليرضي الخالق سبحانه، بدليل أنه حين يغضب عليك يصبح لا يصلي ... نقول: إنه ليس من شك في أن هذه أخطاء كبيرة جداً، ولكنا نطمع أن يهتدي زوجك، لأن ما ذكرته عنه يفيد أنه كان في مستوى من الفسق بعيد جداً، وليس من السهل أن ينسجم في لحظة واحدة ويطبق جميع التعاليم الدينية.

فننصحك -إذاً- بمواصلة دعوته وتوجيهه، وبالدعاء له بالهداية، واغتنمي أوقات صحوه وتوجهه إليك، وتجنبي الإلحاح عليه أوقات غضبه وصدوده عنك، واعلمي أنك إن وفقك الله لجره إلى الاستقامة، فإن لك في ذلك خيراً كثيراً، فقد جاء في الحديث الشريف: فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه، فلا تنسي أن الهدف كبير والطريق طويل، ونسأل الله أن يعينك ويكلل سعيك بالنجاح.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>