للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الالتزام بالطاعات ونصيحة الأهل بالحكمة والموعظة الحسنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أبلغ من العمر ٢٢ عاما المشكلة لدي أني دائم الخلاف مع أسرتي، فلدي اثنتان من البنات أخواتي ٢٠ و٢٨ و٣ إخوان رجال ٢٦،١٨،١٥ وأبي وأمي، فأنا في خصام مع أختي الصغرى منذ ٦ سنوات، بسبب حبها للأغاني والموضة مع أنها محجبة وتركها للصلاة تماما، وصديقاتها البنات، فى قمة التبرج، وبدون حجاب، فرأت أنها بخصامها لي قد استراحت من كلامي لها، بالرغم من محاولاتي التصالح معها وبدون فائدة، وأختى الكبرى تخرج كثيراً من البيت وأنا لا أعلم إلى أين تذهب فهي لا تفعل شيئا خطأ، ولكن احتراما لرجولتي، وأنها دائما تسعى لأن تسوء العلاقة بيني وبين والدتي، وهكذا مع بقية إخوتي فى خصام دائم أو على فترات، فالبيت عندنا لا يسمع فيه القرآن إلا إذا أنا شغلت الأشرطة، وأبى لا يصلي ويسب الدين كثيراً وأمي فى قمة الإهمال فى شؤون البيت أي أسرة مفككة فماذا أفعل فأنا كلما اجتهدت فى العبادة قلت أنت من أهل النار بسبب علاقتك السيئة مع أهلك وعصبيتي مع أمي تجعلني أتهم نفسي بالعقوق وبسبب هذا الشعور أقصر فى العبادة وأكون دائما فى صراع مع نفسي مما تسبب لي فى فشل دراسي ذريع بعد تفوقي المبهر الآن تركت كلية العلوم بعد ٥ سنوات وحولت إلى دراسة التجارة، هذه مشكلة حياتي فماذا أفعل حيال هذا بحكم الشرع؟ وجزاكم الله عني الجنة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يثبتك على طريق الحق ويعينك على القيام بالواجب ... وننصحك بالمحافظة على عبادتك وأداء فرائضك وما استطعت من النوافل وأعمال الخير فذلك رأس مالك ورصيدك لما بعد هذه الحياة وزادك في طريق الدعوة والعون لك على صبر وتحمل ما تلاقيه من إعراض الأهل ومشاكل الحياة، كما ننصحك بعدم اليأس من اهتداء أهلك وعدم قبولهم لنصحك.

وأكثر من الدعاء لهم في صلاتك وخارجها فلعل الله تعالى يهديهم ويصلح حالهم على يديك، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. فإذا أديت واجبك والنصح لأهلك بالحكمة والموعظة الحسنة وبالترغيب فيما عند الله تعالى من الثواب للمطيع وبالترهيب فيما أعد للعصاة من العذاب فقد أديت الذي عليك وأنت من المأجورين عند الله تعالى إن شاء الله، ولا يضرك بعد ذلك انحراف الأهل وعدم قبولهم الحق، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:٥٦} ، فالهداية بيد الله تعالى، وعلينا النصح والإرشاد والدعوة بالحكمة، ولتحذر من الغلظة والفظاظة ... فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.. وللمزيد من والتفصيل نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: ٧٧٧٣٣، والفتوى رقم: ١١٧٠٥، والفتوى رقم: ٩٨٦٧، والفتوى رقم: ٢٨٣١٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>