للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من وسائل كسب الأصدقاء ومحبة الناس]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أحاول أن يكون لي أصدقاء ولكن بدون جدوى، فماذا تنصحوني وما معنى حديث الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، فأرجو التوضيح والتفصيل؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى، والمحافظة على فرائضه، والاستقامة على شرعه، والتقرب إليه بما استطعت من النوافل وأعمال الخير، فذلك الذي يجلب لك محبة الله تعالى ومحبة عباده، وهو الذي يرزقك السعادة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... الحديث رواه البخاري، وإذا أحب الله العبد وضع له القبول في الأرض فأحبه الناس ... ومن وسائل كسب الأصدقاء ومحبة الناس الزهد فيما في أيديهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع.. ومن وسائل كسب الأصدقاء: الإحسان إلى الناس ومساعدتهم وحب الخير لهم وتقديرهم والاهتمام بهم.. قال بعض الحكماء:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فطال ما استعبد الإنسان إحسان

وقال بعضهم: إذا أردت أن تكون مهما فكن مهتما.

كما ننصحك باختيار الأصدقاء الصالحين وصحبتهم، والبعد عن أصدقاء السوء ومصاحبتهم. وقد بينا فضل ذلك وفوائده في الفتوى رقم: ٩١٦٣ فنرجو أن تطلع عليها.

وأما حديث الأرواح جنود مجندة فهو في الصحيحين وغيرهما، وقد وضحنا معناه بالتفصيل وأقوال أهل العلم فيه في الفتوى رقم: ٦٤٩٤٩ نرجو أن تطلع عليها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>