للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[علاج من تراوده امرأة عن نفسه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مسلم متزوج تعرفت على فتاة وأحببتها حبا طاهرا وطلبت منها الزواج ولكنها تريد أن تقيم معي علاقة جنسية قبل الزواج وأنا الآن في حالة نفسية يرثى لها بسبب صراع العقل والنفس وسؤالي هو هل من حل شرعي للخروج من هذه الحالة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعلاج يا أخي الكريم في الأمور التالية:

أولاً: أعرض عن هذه المرأة فوراً، فهي والله حبلٌ من حبال إبليس، يريد الشيطان أن يزين لك الحرام حتى تقع في سخط الله، وحتى تكون ممن اتبعوا الشيطان ووقعوا في شباكه والعياذ بالله، وهذه المرأة لا خير لك فيها، إذْ لو كانت ذات دين وصلاح ما طلبت منك ما تطلبه الفاجرات الخبيثات.

ثانياً: تذكر أن الشهوة تُنْسى وتبقى حسرتها، فكيف يقع المسلم في ما يعلم أنه سبيل من سبل الشيطان، وأنه طريق إلى النار والعياذ بالله، واسمع قول الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:٣٢} ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا التي رآها، - ورؤيا الأنبياء حق – بأنه رأى في النار: ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ ..فقال له الملك: والذي رأيته في الثقب فهم الزناة ... الخ

ثالثاً: تذكر الموت، وأنه قد ينزل بك وأنت على سخط الله ومعصيته.

رابعاً: اشغل نفسك بطاعة الله تعالى، ولا تدع لفكرك مجالاً في أن يَنْسَاقَ وراء الشهوة، فإن هذا سبيل غير المؤمنين.

خامساً: لا ينبغي أن يقع الخلاف بين عقلك ونفسك، فإن النفس تحب الشهوات والملذات، ولا شهوة عند العقلاء، ولا ملذَّة عند أولي الألباب أعظم من الجنة.

سادساً: اشغل نفسك بالصيام فإنه يضعف الشهوة، ويقي من الفحشاء.

وخلاصة القول أن عليك أن تعرض عن هذه المرأة تماماً، وأن تشتغل بزوجتك التي أحلها الله لك، وإن الشيطان يُزَهِّدُ في الحلال، ويرغب في الحرام، فلا تكن ممن أطاع الشيطان.

وفقك الله لمرضاته، وصرف عنك السوء والفحشاء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>