للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[معاملة الخنثى.. نظرة شرعية إنسانية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد إيضاحا حول موضوع قليل التناول والذي يخص فئة وهم ذوو جسم ذكر، ولكن الهرمونات الأنثوية متغلبة عندهم أي يميلون جنسيا إلى جنس أمثالهم وتلك طبيعتهم البيولوجية لا أتكلم عن المتشبهين بالنساء. فلم أجد مقالا يشفي الصدر في كيفية تعايش هذه الفئة وسط المجتمع, هل تطبق عليهم أحكام الرجال أم النساء وذلك في شتى المجالات كالصلاة هل تصح في جماعة الرجال وهل يجوز الاختلاء بالرجل أو النظر إليه وهل يجوز لهم الزواج بالنساء رغم انجذابهم الجنسي لبنفس نوعهم وما إلى ذلك ,أرجو منكم فضيلة الشيخ أن تفيدونا لأن نتيجة لنقص التوعية بالنسبة لهذا الموضوع نرى هذه الفئة من المجتمع مهمشة في مجتمعاتنا العربية ومعرضة لنظرة من التمييز العنصري رغم أن تلك هي طبيعتهم البيولوجية ولم يتشبهوا بالنساء.أرجو فضيلة الشيخ أن تستوضحوا لنا هذا الأمر وجزاكم الله خيرا. شكرا على هذا الموقع النافع.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذ كان الشخص من هؤلاء فيه خصوصيات الذكور فإنه يتعامل مع الناس على هذا الأساس، ويعامله الناس كذلك، فيصلي مع الرجال في صلاة الجماعة، ويتزوج امرأة إن أراد الزواج كغيره من الرجال، وأما الخلوة به ونحو ذلك فينبغي اجتنابها، لما قد يترتب على ذلك من الفتنة.

وما وجد فيه من ميول أنثوية فهو ابتلاء من الله تعالى فيجب عليه أن يتقي الله، فلا يقدم على ارتكاب أمر محرم. ثم إن هذه الميول قد تكون مجرد أمور نفسية يمكن معالجتها بالصبر والذكر والالتجاء إلى الله. ولا بأس بأن يعرض الواحد منهم نفسه على طبيب نفسي يثق به.

وعلى عامة الناس أن يتقوا الله في التعامل مع أمثال هؤلاء، وعليهم أن يكونوا عونا لهم في العلاج وتجاوز هذه المحنة؛ لا أن يزيدوهم محنة على محنتهم بالسخرية منهم ونبذهم ونحو ذلك. وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: ٦٧٧٩٣، والفتوى رقم ٥٩٣٣٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>