للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الخوف من الرياء لا يصد عن العمل]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة أحافظ على أغلب السنن ولله الحمد ولكن مشكلتي أنني أخاف من الرياء بحيث إنه بدأت تقل الطاعات خوفا من أن يراني أحد فتصبح رياء وأعلم أن العمل لا يكون رياء إلا إذا كانت النية كذلك ولله الحمد أنني لا أقوم بالعمل إلا إذا ابتغيت به وجه الله فماذا أفعل وكلما شكوت إلى أمي ذلك تقول لي مازلت صغيرة في السن والإيمان متذبذب لديك وإن هذا سيتلاشى عندما تكبرين وأنا لا أرى أن العمر مقياس الإيمان مع العلم أنني أحس أن بعض الأيام أحب العبادة وأقبل عليها أكثر من أيام أخرى وخاصة وقت الإجازات أحس أن الإيمان يرتفع بعكس أيام المدرسة عمري (١٦) عاما؟ أرشدوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا في حرصك على الالتزام بالسنن، ونسأله سبحانه أن يزيدك حرصا على الخير. وأبشري بما يسرك إن دمت على الاستقامة وأنت في مثل هذا العمر الذي قد يعظم فيه الأجر.

والخوف من الرياء من شأن أهل الإيمان، ولكن تثبيط النفس به عن عمل الصالحات من كيد الشيطان، فينبغي أن تكوني على حذر. وراجعي الفتويين: ٣٠٣٦٦، ٦٥١٩٤. وإذا قمت بالعمل مخلصة فيه ابتداء فهذا هو الأهم، وإذا طرأ عليك الرياء فيجب عليك مدافعته، فإن فعلت فإنه لا يضرك، وراجعي تفصيل ذلك بالفتوى رقم: ١٣٩٩٧.

وأما أمر الإيمان فلا علاقة له بالعمر، فكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم كانوا شبابا، وكان إيمانهم كالجبال، فينبغي على كل مكلف أن يحرص على ازدياد إيمانه وأن يتعاهده.

ولا ريب أن الإيمان له فترات، فيزيد أحيانا وينقص أحيانا، وخاصة عند وجود الشواغل كأمر الدراسة التي ذكرت ونحو ذلك، ولكن ينبغي لك أن تحرصي على تحصيل كل وسيلة تكون سببا في زيادة الإيمان، ومن ذلك الحرص على العلم النافع والعمل الصالح والتواصل مع الأخوات الصالحات المؤمنات. وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: ٢٥٨٥٤، ٣٣٢٦٢، ٥١١٦٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>