للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التفكير في المستقبل البعيد والقريب]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي مشكلة أني أفكر في المستقبل كثيرا ولا أفكر في الموت إلا قليلا. وكيف أفعل لكي لا أصاب بالغرور؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على المسلم العاقل أن يصب تفكيره على المستقبل البعيد والمصير المجهول الذي يعلم أنه صائر إليه لا محالة مهما طال الزمن: مصير الجنة والنار وأهوال القيامة المصير الذي يقول الله تعالى عنه: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار:١٣-١٤) ويقول تعالى عنه: وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {الشورى: ٧}

ومصير الموت وما بعد الموت الذي حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على ذكره والتفكير فيه فقال: أكثروا من ذكر هاذم اللذات - يعني الموت - فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه. رواه ابن حبان في صحيحه.

وأما التفكير في المستقبل القريب فلا ينبغي للعاقل أن ينهمك فيه أو يجعله أكبر همه، وعليه الأخذ بالأسباب والتوكل على الله بعد ذلك، وأما تجنب الغرور والعجب فيكون بالتواضع والخضوع لله تعالى والتبرؤ من الحول والقوة ونسبة ما عند العبد من نعم إلى الله تعالى.

وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتاوى التالية أرقامها: ٣٥٠٨، ٦٣٨١٧، ٣٢٨٥٦، ٥٩٠٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>