للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التسابق الحقيقي إنما يكون في الفوز بدرجات الآخرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود منكم التكرم في مساعدتي في كيفية التصرف مع من يمتلك صفات ليست لدي ويتعالى بها علي، فهؤلاء أعيش معهم ويهمني أن أعرف كيف أرد عدوانهم فهناك أخي الذي يستخدم قوته البدنية إذا حصل معه احتدام في النقاش وهناك زوجة أخي الجميلة التي رفضت أن أخرج معها يوم زفافها واستبدلت بي بنات من جماعتها جميلات رغم أن من المتعارف عليه عندنا أن أخوات العريس والعروسة هن من يقمن بزف العروس وهذا حصل وأنا صغيرة ونفس الشيء تكرر مع كثير من الجميلات اللاتي قابلتهن في حياتي يكن مغرورات على الرغم أن هذا هبة من الله، وأنا الآن أريد أن أتصرف بشكل سليم فأنا حريصة جداً أن لا أظلم أحدا ولا أطيق أبداً أن يذلني أحد بشيء لمجرد أنني لا أمتلكه، فهل الأسلوب الانسحابي وعدم المواجهة هو الأفضل مع أخي أم ماذا وأنا أردت أن أستشيركم لأني أردت أن تكون تصرفاتي قائمة على أرضية سليمة وأريد وأنا أقوم بأي تصرف أن أكون قوية وواثقة أن هذا هو التصرف الصحيح القوي وليس حيلة أخدع بها نفسي تجرني إلى مزيد من القهر والعذاب؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليعلم أخوك ومن ذكرتهن من الجميلات التي قلت إنهن يرفضنك ويستبدلنك بالبنات الأخرى الجميلات أن هذا سوء خلق وتعال على الناس بزخرف الدنيا، وأن الواجب على العبد أن يتخلى عن حظوظ النفس وشهواتها التي تدفعه لحب ذاته، والتعالي على الآخرين، والفخر بما أوتي من جمال أو قوة أو جاه أو منصب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد. رواه مسلم وغيره.

أما أنت -أيتها الأخت الكريمة- فنوصيك بالصبر والرضا بما قسمه الله لك، فإن زخارف الدنيا ليست هي مجال التغابن بين المسلمين، وإنما التغابن والتسابق يكون في درجات الآخرة، فقوي ثقتك بالله، واطلبي ما عنده، وثقي بنفسك، واحمليها على فضائل الأمور ومعاليها، وازهدي في الأمور التافهة، ولا شك في أن الأسلوب الانسحابي وعدم المواجهة هو الأفضل في التعامل مع من لا يحكم العقل، فقد قال الله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {الأعراف:١٩٩} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>