للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وسائل تعين على غض البصر وقلة الكلام والطعام]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي الوسائل المعينة على ما يلي: غض البصر- ذكر الله كثيراً- قلة الطعام؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما غض البصر فإن أعظم الوسائل التي تعين العبد عليه فهو مراقبة الله تعالى والحياء منه واستشعار معيته، وأنه يرى العبد ويطلع عليه، وكذلك الزواج أو الصوم لمن عجز عن الزواج، وانظري في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٨٨٧٣، ٧١١٢٢، ١٨٧٦٨.

وأما قلة الكلام فإن مما يعين على قلة الكلام في غير ذكر الله استحضار خطورة اللسان، والعلم بأن أكثر ما يدخل الناس النار بسببه يوم القيامة هو اللسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ... وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال على مناخرهم- إلا حصائد إلسنتهم.

فإذا استشعر العبد خطورة اللسان، وأنه ربما يهوي به في النار سبعين خريفاً بسبب كلمة واحدة، فإنه حينئذ سيقل كلامه ويحترز أن لا يتكلم إلا بخير. وانظري الفتوى رقم: ٤٨٨٨٨، والفتوى رقم: ٦٥٥٣١.

وكذلك كثرة الذكر مما يعين عليه استحضار ما أعده الله تعالى للذاكرين والذاكرات من الثواب يوم القيامة، فإن العلم بفضل الشيء يبعث الرغبة فيه والعمل لتحصيله، كما أن الرفقة الصالحة خير معين للعبد على ذكر الله تعالى. وانظري ما كتبه الإمام ابن القيم عن فوائد الذكر في كتابه (الوابل الصيب) فقد ذكر ما يقارب مائة فائدة.

وأما التقليل من الأكل وعدم الإكثار منه فمما يعين عليه معرفة مضار الإكثار من الأكل، فكثرة الأكل تورث الخمول، فيتكاسل العبد عن الطاعة ويفوته خير كثير، كما أن كثرة الأكل تورث الأمراض والأسقام فالبطن بيت الداء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. وانظري للأهمية في الفتوى رقم: ٢٢٩٨، والفتوى رقم: ٤٨٤٩٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>